ज्ञान का सिद्धांत और मानव की प्राकृतिक स्थिति
نظرية المعرفة والموقف الطبيعي للإنسان
शैलियों
13 ... ويجيب رسل على هذا السؤال بالنفي، وإلى مثل هذه النتيجة ينتهي رسل في كتابه «مشكلات الفلسفة»، حيث يذهب إلى أن من الممكن - من وجهة النظر الفلسفية - أن تكون الحياة حلما طويلا متصلا،
14
وهكذا يعترف بأن الفلسفة والمنطق يعجزان معا - إذا ما اقتصر على ما لديهما من الوسائل - عن استبعاد هذه الإمكانية.
وتكشف هذه المسألة ذاتها عن نقطة ضعف أخرى في الموقف المثالي، أعني عجزه عن التخلص من مذهب «الذات الوحيدة
splipsism »، فمن المحال أن تثار فكرة كون الحياة حلما متصلا إلا في ظل مذهب مبني على فكرة «الذات الوحيدة» هذه؛ ذلك لأننا إذا تساءلنا: حلم من هذا الحلم المتصل؟ فلن يكون لهذا السؤال من جواب سوى أنه حلم ذات واحدة، ما دام من المستحيل تصور كثرة من الذوات تحلم حلما متصلا، وهكذا فإن فكرة «الذات الوحيدة» هي بدورها من النتائج التي لا يكون للمثالية مفر منها إذا ما مضت إلى أقصى مداها. •••
وفي رأينا أن حجة الأحلام ليس لها من القوة ما يبدو لها لأول وهلة، بل إن من الممكن - في واقع الأمر - تفنيدها من جميع أوجهها، وسوف يكون تفنيدنا للوجهين الأولين (تبعا للترتيب الذي عرضا به في البداية) موجزا، أما الوجه الثالث - الذي يمثل أعلى مراحل الحجة، والذي هو المعيار الحقيقي لقوتها - فسوف يفند بالتفصيل: (1)
ففي الوجه الأول لهذه الحجة، أعني ذلك الذي تؤدي فيه إلى الشك في وجود عالم خارجي، تفترض الحجة مقدما وجود سبب «داخلي أو باطن» للأحلام، وهكذا، ففي وسط كل ذلك الشك الشامل الذي عرض به فيلسوف مثل ديكارت حجة الأحلام في أول أوجهها، يتقرر شيء ما - وأعني به المصدر الداخلي للأحلام - بطريقة توكيدية جازمة، فإذا كان من الأمور اليقينية أن مصدر الأحلام داخلي، فلا شك في أن هذه الفكرة اليقينية تجر وراءها حتما أفكارا يقينية أخرى، فكيف علمنا أن هذا المصدر «داخلي»؟ إن معرفة ما هو داخلي تفترض مقدما معرفة ما هو «خارجي»، ومن المستحيل على المرء أن يؤكد أن فئة معينة من إدراكاته لها مصدر داخلي إلا إذا افترض مقدما أن فئة أخرى منها لها مصدر خارجي، ومجرد كون المرء قادرا على أن يجزم عن مصدر الأحلام على هذا النحو من اليقين، يعني أن هذه الأحلام مميزة عن إدراكات أخرى بصفة خاصة بها، وهذا يتضمن القول بأن لهذه الإدراكات الأخرى طبيعة مقابلة، أي خارجية. (2)
والوجه الثاني للحجة، أي ذلك الذي يؤدي فيه إلى نقد للإدراك الحسي من حيث هو مصدر للمعرفة، يهدم نفسه بنفسه، فمثل هذا النقد يتضمن - بطبيعة الحال - القول بأن المعرفة المستمدة من الذهن - لا من الحواس - صحيحة، ولو سلم المرء بذلك لكان عليه أن يفترض أن الأحلام - بوصفها ظواهر ذهنية - ينبغي أن تكون أدق من الإدراكات الحسية، على حين أنها في واقع الأمر حافلة بالتناقض، هذا التفنيد ينبغي أن يرد إلى «لوك»، وإن كان قد أتى به في سياق مخالف،
15
والواقع أن هذا الوجه من الحجة يمكن أن يؤدي إلى نتيجة مضادة تماما لما تقول به الحجة ذاتها، فمن الممكن أن يقال: إن تناقض الأحلام دليل على الخلط والاضطراب الذي ينتج كلما فقد الذهن صلته بالعالم الخارجي ولم يستعن بالحواس في إدراكه. (3)
अज्ञात पृष्ठ