नजरियत इख्तियार मुकद्दिमा कसीरा
نظرية الاختيار: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
ولا يوجد طريقة من هاتين أفضل من الأخرى؛ فكلتاهما تعني شيئا واحدا فقط: أن (أ) أفضل من أي شيء آخر، و(ب) أفضل من (ج) و(د)، و(ج) و(د) متساويان. ولهذا السبب تعرف المنفعة بالمعنى المستخدم في هذا السياق باسم «المنفعة الترتيبية»؛ إذ إن كل ما تفعله هو ترتيب الأشياء. ويمكن تحويل المنافع الترتيبية بأية طريقة تصاعدية، على سبيل المثال (شريطة أن تكون موجبة)، عن طريق التربيع أو أخذ الجذور التربيعية، دون التأثير على خاصيتها التمثيلية.
ويكون اختيارك هو «تعظيم المنفعة» في حالة تعيين بعض المنافع، إذا كانت العناصر التي يقع اختيارك عليها هي التي تتساوى منفعتها على الأقل مع منفعة كل عنصر آخر. فإذا كان الأمر كذلك، إذن فالاختيار يعظم المنفعة. وبشكل واضح، لا يمكن أن يكون الأمر كذلك إلا إذا كان من الممكن تمثيل الاختيارات بترتيب أفضلية؛ لأنه إذا لم يكن هناك ترتيب للأفضلية فلا يمكن أن يكون هناك تعيين للمنفعة، وإذا كانت الاختيارات ممثلة بترتيب للأفضلية فلا بد إذن أنها تعظم المنفعة. بعبارة أخرى، يعظم الاختيار المنفعة فقط إذا كان يمكن تمثيله بترتيب للأفضلية. إذن بما أن الاختيار يكون عقلانيا فقط إذا أمكن تفسيره بترتيب للأفضلية، يمكننا القول بأن الاختيار يكون عقلانيا فقط إذا كان يعظم المنفعة.
شكل : خريطة للاختيار في ظل اليقين: تمثل علامات التساوي التعريفات، فيما تمثل الأسهم المزدوجة التكافؤ، وتمثل الأسهم الفردية التبعات.
إذن فالاختيار بعقلانية، بمعناه الجوهري، هو نفسه تعظيم المنفعة، ولكن التفسير في غاية الأهمية. أنت تفضل (س) على (ص) إذا اخترت (س) من بين (س) و(ص)، وتعين منفعة أكبر ل (س) عن تلك التي تعينها ل (ص) إذا كنت تفضل (س) على (ص). فالمنفعة تشتق من الاختيار، وليس الاختيار هو ما يشتق من المنفعة؛ فأنت لا تختار ركوب الخيل بدلا من التزحلق لأنه يمنحك منفعة أكبر، على العكس؛ فركوب الخيل يكتسب منفعة أكبر بسبب اختيارك له.
والصلات بين المعقولية والعقلانية والشروط المختلفة المطروحة في هذا الفصل موضحة بالشكل. (4) بعض الإضافات
تتغير الصورة قليلا إذا تدخل عامل الزمن. والعديد من الاختيارات التي تتضمن زمنا لا تتضمنه بشكل جوهري. تأمل، على سبيل المثال، اختيارك اليوم ما تتناوله اليوم وغدا. على الرغم من أن هذا الاختيار يتضمن الزمن، فإنه سرعان ما يوضع في إطار لا زمني. الفارق الوحيد أنه بدلا من الاختيار بين العنصرين (س) و(ص)، تختار، لنقل، من العناصر الأربعة: (س) اليوم و(س) غدا (س) اليوم و(ص) غدا (ص) اليوم و(س) غدا (ص) اليوم و(ص) غدا
غير أنه ليست جميع الاختيارات تتلاءم مع هذا النمط؛ فقد يتجنب أحدهم، إن لم يكن رينتون، الهيروين؛ لعلمه بأنه إذا تعاطى بعضا منه اليوم، فسيكون أسيرا له غدا. بشكل أكثر تعميما، قد يكون الاختيار هو أنك ترغب في «س اليوم وص غدا»، ولكنك تعلم أنك إذا تناولت (س) اليوم، فسوف تتغير تفضيلاتك بحيث ترغب في (س) غدا أيضا. وهذه هي، في الواقع، المشكلة التي واجهت بطل هوميروس (حوالي 700ق.م) يوليسيس؛ الذي ربط نفسه بصاري سفينته حتى يتمكن من سماع أنشودة حوريات البحر العذبة دون أن ينقاد، فيما بعد، لتتبع الصوت المغري ويهلك. والنظرية اللازمنية الموضحة هنا لا يمكنها التعامل مع مشكلات من هذه النوعية.
حتى في إطار لا زمني قد لا يكون كل شيء واضحا ومباشرا. تأمل أحد التناقضات الظاهرية، والمعروفة بمفارقة التأطير. أنت في أحد المحال وقد قررت شراء هاتف ثمنه 20 دولارا، وجهاز كمبيوتر ثمنه 1000 دولار. أولا: يقال لك إن الهاتف يباع أرخص 10 دولارات في فرع آخر، على بعد خمس دقائق؛ فهل تشتري الآن أم تذهب إلى الفرع الآخر؟ ثانيا: يقال لك إن الكمبيوتر (وليس الهاتف) يباع أرخص 10 دولارات في الفرع الآخر؛ فهل تشتري الآن أم تذهب إلى الفرع الآخر؟ توقف لبرهة وتفكر.
ينبغي، بشكل واضح، أن تتخذ نفس الاختيار في كل حالة على اعتبار أن المشكلتين متطابقتان في الجوهر، ولا تختلفان إلا في التفسير أو التأطير؛ ففي كل حالة من الحالتين توفر 10 دولارات بالذهاب إلى الفرع الآخر. ولكن عددا أكبر، بشكل ملحوظ، من الأشخاص الذين سئلوا في إحدى التجارب اختاروا الذهاب إلى الفرع الآخر، حين تم تخفيض سعر الهاتف عنه حين تم تخفيض سعر الكمبيوتر. وقد لاحظت وجود استجابات عديدة ممكنة للمفارقات كتلك الواردة في الفصل الأول. وينبغي أن تكون استجابتك الخاصة لهذه المفارقة.
من الدلالات الضمنية المهمة لحقيقة أن المنافع يمكن تحويلها بأي شكل تصاعدي دون التأثير على خاصيتها التمثيلية: أن مقارنات التغييرات في المنفعة ليس لها معنى. تأمل، على سبيل المثال، الادعاء بأن الفارق بين منفعة 1000 دولار ومنفعة 2000 دولار أكبر من الفارق بين منفعة 8000 دولار ومنفعة 9000 دولار. وهو الادعاء المناظر لادعاء أن مبلغ 1000 دولار يعطي منفعة أكبر حين يضاف إلى 1000 دولار مقارنة بمنفعته حين يضاف إلى 8000 دولار، أو أن «المنفعة الحدية» لمبلغ 1000 دولار تكون أكبر حين تكون فقيرا عنها حين تكون ثريا. ومثل هذه الادعاءات ليست صحيحة ولا خاطئة؛ بل هي ادعاءات بلا معنى.
अज्ञात पृष्ठ