87

ومعنى ((لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم)): النهي عن مخالفتهم ووجوب متابعتهم في شرائع الإسلام، وذلك بدلالة الإلتزام، فقد أعلمنا الرسول صلى الله عليه وآله بأن الاستبداد بالأمر دونهم والتخلف عن متابعتهم محرم، مع تقدمهم في العلم على غيرهم، وهذا هو معنى اختصاصهم بالخلافة والإمامة.

ومن الأدلة على ذلك قوله صلى الله عليه وآله المشهور: ((إني)

تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي...الخ))، وهذا أيضا يعطينا معنى استخلاف الرسول صلى الله عليه وآله لكتاب الله، ولأهل بيته، ومعنى ذلك هو سد الفراغ بعد غيابه عن أمته صلى الله عليه وآله، وذلك هو معنى الخلافة والزعامة والإمامة.

[الولاية]

الولاية على الناس، والرئاسة عليهم تعني التصرف المطلق فيهم، بما في ذلك أخذ الأموال، وسفك الدماء، والحبس ، والتقييد وإلى آخره، وهذا التصرف المطلق لا بد فيه من إذن من الله ورسوله، وإلا لم يجز.

والدليل على ذلك: أن تلك التصرفات في عهد الرسول صلى الله عليه وآله كانت إليه وحده، ومن المعلوم أن واحدا من المسلمين لا يحق له أن يستبد في عهده صلى الله عليه وآله بشيء من تلك التصرفات إلا بإذن.

पृष्ठ 87