إقامته في مراكش بعد إطلاق سراحه ما كانت باختياره كما جاء في رواية ابن شنب وبروفنسال بدائرة المعارف الإسلامية في طبعتها الأولى والثانية (١) بل كانت إقامة قسرية كما قال السلاوي فيما نصه: "ولم يزل بمراكش إلى أن مات المنصور، لأنه ما سرحهم حتى شرط عليهم السكنى بمراكش، ولما توفي أذن ابنه زيدان لآل أقيت في الرجوع إلى بلادهم (٢) ".
وعلى الرغم من شدة المحن التي ابتلي بها الكاتب في هذه السنوات المراكشية كانت تلك من أغنى فترات حياته عطاء وشهرة. ففيها ختم بعض كتبه سنة ١٠٠٤ هـ (٣) وأكمل أشهرها وهو "نيل الابتهاج" سنة ١٠٠٥ هـ (٤)، واختصره في "كفاية المحتاج" الذي تعود إحدى نسخه الكاملة إلى صفر من سنة ١٠١٢ هـ (٥) هذا فضلًا عن جلوسه للتدريس بعد خروجه من السجن وازدحام الطلاب من حوله ودوران الفتيا عليه لفظًا وكتابة، بحيث لا تتوجه غالبًا إلا إليه (٦) وأشار في "النيل" إلى أن اللَّه قد جبر عليه فعادت له بعض كتبه بعد دخوله لمراكش (٧).
عودته ووفاته:
عاد التنبكتي إلى بلاده اثر وفاة السلطان المنصور الذهبي وبعد أن أذن ابنه التولي بعده في رحيل آل أقيت عن مراكش وقد حدد موعد عودتهم في دائرة المعارف الإسلامية بسنة ١٠١٤ هـ. وفي كتاب الأعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام ما يؤكد هذا التحديد (٨) غير أن الأحداث التاريخية تشير
_________
(١) انظر الطبعة المترجمة الجامعة للروايتين ٢/ ٢٩٠ ط دار الشعب.
(٢) الاستقصا ٥/ ١٣٠ وأنظر نزهة الحادي ص ٩٧.
(٣) نشر المثاني ١/ ٢٧٥ وفهرس مخطوطات الخزانة العامة بالرباط ٢/ ١٩٣.
(٤) فهرس الخزانة الملكية المغربية، قسم التاريخ ٣٥٦.
(٥) فهرس الخزانة الملكية المغربية، المجلد الأول ٢٥٦.
(٦) خلاصة الأثر ١/ ١٧٢ وكفاية المحتاج للمؤلف.
(٧) النيل ١١٤.
(٨) الأعلام ٢/ ٣٠٦.
1 / 16