नयाज़िक फि तारीख

अली अब्दुल्लाह बरकत d. 1450 AH
19

नयाज़िक फि तारीख

النيازك في التاريخ الإنساني

शैलियों

ويذكر الكاتب الروماني «بوسانياس»

، الذي عاش في القرن الثاني الميلادي (180م)، أنه رأى الحجر هناك، ووصفه بأنه حجر ليس كبيرا جدا، وأضاف أن كهنة معبد «ديلفي» كانوا يطلونه بالزيت كل يوم.

وفي سنة 242ه/856م، سقطت خمسة أحجار على قرية السويداء ناحية مضر، بسوريا. ووقع حجر منها على خيمة أعراب فاحترقت. ووزن حجر من الأحجار الساقطة فكان وزنه حوالي عشرين كيلوجراما. ونقل النيزك إلى مصر؛ إذ ذكرت المصادر أن أربعة من الأحجار الساقطة نقلت إلى الفسطاط وواحدا إلى «تنيس». ولم تذكر الروايات المختلفة التي ذكرت الحادثة في أي مؤسسة أو مكان في الفسطاط أو «تنيس» وضعت هذه الأحجار؟ ولماذا نقلت من مواقعها إلى مصر في ذلك الوقت؟ وهل كان في مصر باحثون بإمكانهم دراستها، أم نقلت لأغراض أخرى؟ ومن ظاهر الرواية أن الناس احتفوا بهذا الحدث؛ بدليل قيامهم بوزن واحد من الأحجار الساقطة، ونقلها إلى مصر.

وفي ليلة 19 مايو عام 861م، سقط حجر سماوي صغير يزن 472 جراما، على قرية صغيرة باليابان تدعى «يشو»، بالقرب من مدينة «نوجاتا»، مصحوبا بالأضواء الخاطفة، وبأصوات انفجارات شديدة، وارتطم بالأرض مشكلا حفرة صغيرة غار فيها. وفي الصباح تقصى القرويون الحدث، فعثروا على الحجر الساقط وأخرجوه من الحفرة، وحفظوه في معبد خاص بطائفة «الشنتو»، بقرية «سوجا جينجا» حيث ظل من وقتها إلى الوقت الحالي. ولم يفطن أحد من الباحثين في تاريخ النيازك لهذه الحالة، حتى عام 1982م، عندما قام باحثون بدراسة العينة، وتبينوا أنها عينة نيزكية. ووجدت العينة محفوظة في صندوق خشبي صغير، مكتوب عليه تاريخ سقوط النيزك بالتقويم «الجولياني»، الذي يوافق 19 مايو عام 861م. واتضح من الدراسة التي أجريت بخصوص هذا النيزك، أن العينة وضعت في الصندوق بعد وقت طويل نسبيا من سقوطها.

7

ويمثل هذا النيزك، الذي يطلق عليه «نيزك نوجاتا»، أقدم عينة نيزكية معروف تاريخ سقوطها على الأرض حتى الآن.

ومن القصص الكاشفة عن مدى الاهتمام والتبرك بالنيازك، ما حدث في ظهيرة السابع من نوفمبر، عام 1492م، من سقوط نيزك حجري كبير، يزن حوالي 280 رطلا، مصحوبا بأصوات انفجارات شديدة، رجت المنطقة وأصابت السكان بالفزع على حقل مزروع بالقمح، في قرية صغيرة تدعى «إنيشيم»

Ensiheim ، من إقليم «ألساس»، التي تقع الآن في نطاق الأراضي الفرنسية، والتي كانت في ذلك الوقت تخضع لألمانيا؛ إذ احتفى الناس بذلك الحدث حفاوة كبيرة، كما أنه حظي بعناية الفنانين والشعراء، فرسم أحد الفنانين على قطعة خشبية لوحة تصور حادثة سقوط النيزك. وتظهر اللوحة اثنين من الرجال يرقبان سقوط النيزك من موقع قريب في الغابة. ونظم الشاعر الألماني «سيباستيان برانت» (1457-1521م) قصيدة باللغة اللاتينية؛ تخليدا لهذا الحدث. وكتب: الكرة النارية (النار التي صاحبت سقوط النيزك)، شوهدت عبر «سويسرا» و«برجانديا»، وأعالي وادي الراين، وأنذر ذلك الحدث بانتشار الأمراض، عبر كل تلك المساحة الشاسعة التي شوهد فيها. ويؤكد بعض الباحثين أن غلاما صغيرا فقط هو الذي شاهد تلك الحادثة، وهو الذي أرشد سكان البلدة للموضع، الذي كانت ترقد فيه أحجار النيزك الساقطة من السماء، والذي كان على هيئة حفرة يبلغ عمقها ثلاث أقدام، فسارع الناس إلى جمع القطع النيزكية الساقطة، واقتطاع أجزاء منها للاحتفاظ بها، باعتبارها مواد لها تأثيرات خارقة، إلى أن أمرهم حاكم المقاطعة بالتوقف عن ذلك. وتفقد موقع الحدث الإمبراطور «ماكسميلين الأول»

Maximilian I ، الذي زار المنطقة بعد ثلاثة أسابيع من وقوع الحادثة، واعتبر النيزك الساقط بمثابة رسالة غضب من الرب على الفرنسيين، الذين يحاربون الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وأمر بأن يوضع النيزك في أبرشية القرية؛ تذكيرا بتدخل الرب في النزاع القائم بين الطرفين لصالح الإمبراطورية.

8

अज्ञात पृष्ठ