قوله: (حسب) أي قدر، وهو بفتح السين.
قال في الصحاح: وربما سكن للضرورة (١).
قوله: (عنَّ) بالتشديد، أي عرض.
قوله: (قناع الإنغلاق) القناع بكسر القاف ما تغطي به المرأة رأسها.
وفي الصحاح: كلام غلق، أي مشكل (٢). ففيه استعارة بالكناية (٣): شَبَّهَ الكلام الغلق بالمرأة المخدرة، أي المحتجبة، فأضْمَرَ التشبيه في النفس، وحذف المشبه به، ودلّ عليه بلازمه، وهو القناع.
قوله: (وأبرز) أي أظهر.
قوله: (غوامض) جمع غامض، وهو خلاف الواضح.
قوله: (ولطائف) جمع لطيفة، وهي الكلام الدقيق المؤثر في النفس.
قوله: (لتتجلى لهم خفايا الملك والملكوت، وخبايا قدس الجبروت)
قال الغزالي (٤) في إملائه: حد عالم الملك: ما ظهر للحواس، ويكون بقدرة الله، بعضه من بعض، ويصحبه التغيير.
وحد عالم الملكوت: ما أوجده سبحانه بالأمر الأزليّ بلا تدريج، وبقي على حالة واحدة من غير زيادة فيه ولا نقصان منه.
وحد عالم الجبروت هو ما بين العالمين مما يشبه أن يكون في الظاهر من عالم الملك، فجبر بالقدرة الأزلية بما هو من عالم الملكوت (٥). انتهى.
_________
(١) الصحاح/ مادة حسب.
(٢) الصحاح/ مادة غلق.
(٣) وذلك أن يضمر التشبيه في النفس فلا يصرح بشيء من أركانه سوى المشبه، ويدل على ذلك التشبيه المضمر في النفس بأن يثبت للمشبه أمر مختص بالمشبه به، فيسمى ذلك التشبيه المضمر استعارة بالكناية، ومكنيا عنها، لأنه لم يصرح به، بل دل عليه بذكر خواصه. شرح عقود الجمان في علم المعاني والبيان ٩٨ ومعجم المصطلحات البلاغية وتطورها ١/ ١٤٥.
(٤) هو محمد بن محمد بن محمد زين الدين أبو حامد الغزالي الطوسي، كانت خاتمة أمره إقباله على طلب الحديث ومجالسة أهله، ومطالعة الصحيحين، توفي سنة خمس وخمسمائة، سير أعمال النبلاء ٩/ ٣٢٢ وطبقات الشافعية الكبرى ٦/ ١٩١.
(٥) الإملاء في إشكالات الإحياء ٣٨ قلت: تفسير أبي حامد الغزالي هذه الألفاظ بهذه المعاني فيه نظر، وذلك أن الفلاسفة وضعت هذه الألفاظ لهذه المعاني، واستعملها الغزالي فيها موافقا لهم، وهي غير المعاني التي استعملت في اللغة والشرع، ولا شك أن هذا محاداة للغة، ومشاقة=
1 / 27