لا شل ربي كف ذاك الآخذ
فطرب المأمون طربا شديدا، واستعادها الصوت مرارا، ثم قال: يا يزيدي، هل شيء أحسن مما نحن فيه؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين. فقال: وما هو؟ قلت: الشكر لمن خولك هذا الإنعام الجليل العظيم. فقال: أحسنت وصدقت. ووصلني بصلة، وأمر بإحضار مائة ألف درهم يتصدق بها، وكأني نظرت إلى البدر وقد خرجت وهي تفرق.
ذكاء المأمون
كان عبد الله المأمون يقرأ على الكسائي - والمأمون إذ ذاك صغير - وكان من عادة الكسائي إذا قرأ عليه المأمون يطرق رأسه؛ فإذا غلط المأمون رفع الكسائي رأسه ونظر إليه؛ فيرجع المأمون إلى الصواب، فقرأ المأمون يوما سورة الصف ، فلما قرأ:
يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون (الصف: 2) رفع الكسائي رأسه، ونظر المأمون إليه؛ فكرر الآية، فوجد القراءة صحيحة، فمضى على قراءته وانصرف الكسائي، فدخل المأمون على أبيه الرشيد، فقال: يا أمير المؤمنين، إن كنت وعدت الكسائي وعدا فإنه يستنجزه منك. قال: إنه كان التمس للقراء شيئا ووعدته به؛ فهل قال لك شيئا؟ قال: لا. قال: فما أطلعك على هذا؟ فأخبره بالأمر، فسر من فطنته وحدة ذكائه.
المأمون والحائك
رفع صاحب الخبر إلى المأمون أن حائكا يعمل العام كله لا يتعطل في عيد ولا جمعة، فإذا طلع الورد طوى عمله، وغرد بصوت، وقال:
طاب الزمان وجاء الورد فاصطبحوا
ما دام للورد أزهار وأنوار
فإذا شرب مع ندمائه غنى:
अज्ञात पृष्ठ