فأمر له بخمسين ألف درهم وانصرف.
سحنون والخصال الأربع
قال أحد الصالحين: رأيت سحنون بالطواف وهو يتماثل، فقبضت على يده وقلت: يا شيخ، بحق موقفك بين يديه، ألا أخبرتني بالأمر الذي أوصلك إليه؟ فلما سمع بذكر الموقف بين يديه سقط مغشيا عليه، فلما أفاق أنشد:
ومكتئب لح السقام بجسمه
كذا قلبه بين القلوب سقيم
يحق له لو مات خوفا ولوعة
فموقفه يوم الحساب عظيم
ثم قال: يا أخي، أخذت نفسي بأربع خصال أحكمتها، فأما الخصلة الأولى أني أمت مني ما كان حيا وهو هوى النفس، وأحييت مني ما كان ميتا وهو القلب.
وأما الثانية: فإني أحضرت ما كان غائبا عني وهو حظي من دار الآخرة، وغيبت عني ما كان عندي حاضرا وهو نصيبي من الدنيا.
وأما الثالثة: فإني أبقيت ما كان فانيا عندي وهو النفي وأفنيت ما كان باقيا عندي وهو الهوى.
अज्ञात पृष्ठ