بموت فكن يا وهم من يتأخر
ثم قال إياس بن قبيصة: احملوني إلى الملك، وكان به نقرس، فحمل حتى أدخل عليه، فقال: أنعم صباحا أبيت اللعن، فقال النعمان: وحياك إلهك، فقال: إياس أتمد أختانك بالمال والخيل وتجعل بني ثعل في قعر الكنانة، أظن أختانك أن يصنعوا بحاتم كما صنعوا بعامر بن جوين ولن يشعروا أن بني حية بالبلد، فإن شئت والله ناجزناك حتى يطفح الوادي دما، فليحضروا مماجدهم - مفاخرتهم - غدا بجمع العرب، فعرب النعمان الغضب في وجهه وكلامه فقال له: يا أحلمنا لا تغضب فإني سأكفيك، وأرسل النعمان إلى سعد بن حارثة وإلى أصحابه: انظروا ابن عمكم حاتما فأرضوه، فوالله ما أنا بالذي أعطيكم مالي تبذرونه وما أطيق بني حية، فخرج بنو لام إلى حاتم فقالوا له: أعرض عن هذا المجاد ندع أرش أنف ابن عمنا، قال : لا والله لا أفعل حتى تتركوا أفراسكم ويقلب مجادكم، فتركوا أرش أنف صاحبهم وأفراسهم وقالوا: قبحها الله وأبعدها فإنما هي مقارف، فعمد إليها حاتم فعقرها وأطعمها الناس وسقاهم الخمر وقال حاتم في ذلك:
أبلغ بني لام بأن خيولهم
عقرى وإن مجادهم لم يمجد
ها إنما مطرت سماؤكم دما
ورفعت رأسك مثل رأس الأصيد
ليكون جيراني أكالى بينكم
نجلا لكندي وسبي مزبد
وابن النجود إذا غدا متلاظما
وابن العذور ذي العجان الأبرد
अज्ञात पृष्ठ