وكان يجري على أبي العيناء رزق فتأخر عنه فتقاضاه مرارا ثم تركه وقال: لا حاجة لي فيه فهو رق لا رزق وبلاء لا عطاء، ومحنة لا منحة.
وقال الشاعر:
وإذا ابتليت ببذل وجهك سائلا
فابذله للمتكرم المفضال
قال النبي
صلى الله عليه وسلم : «اعتمد لحوائجك الصباح الوجوه فإن حسن الصورة أول نعمة تلقاك من الرجل». كلم أعرابي خالد بن عبد الله وتلجلج في كلامه فقال: لا تلمني على الاختلاط فإن معي ذل الحاجة ومعك عز الاستغناء. وقال سعيد بن العاص: موطنان لا أعتذر من العي فيهما إذا سألت حاجة لنفسي وإذا كلمت جاهلا. وسار الفضيل بن الربيع إلى أبي عباد في نكبة يسأله حاجة فارتج عليه، فقال له: يا أبا العباس بهذا اللسان خدمت خليفتين، فقال: إنا تعودنا أن نسأل لا أن نسأل وأنشد ابن الرومي:
نذكر بالرقاع إذا نسينا
ونذكر حين تمطلنا الكرام
فإن الأم لم ترضع صبيا
مع الإشفاق لو سكت الغلام
अज्ञात पृष्ठ