وأسس ولهلم الأول الإمبراطورية الألمانية، فهل يعيد التاريخ نفسه ويكون خرابها على ولهلم الثاني؟» ا.ه. «وأنا أقول: رأيت في السنوات الأخيرة أن الدهر ناء بكلكله على الملوك الذي ينعت اسم الواحد منهم بالثاني فقد خلع عبد الحميد الثاني والقيصر نقولا الثاني والخديوي عباس الثاني ولهلم الثاني إمبراطور الألمان.» •••
أعدم الألمان الكبتن فريات الإنكليزي لأنه حاول أن يصدم بمقدم باخرته إحدى الغواصات الألمانية التي تصدت لها لينجو من شرها، ولقد أثار إعدامه سخط جميع الممالك المحايدة والمحالفة، وأقام الإنكليز وأقعدهم فأبدوا ما لا مزيد عليه من الحنق، وكانت الحكومة البريطانية قد اهتمت بالأمر وسعت في إنقاذ الكبتن فريات من الموت بواسطة سفير أمريكا في برلين؛ إذ طلب إليه الفيكونت جراي أن يدافع عن فريات؛ لأن ما فعله مشروع تماما فهو عمل دفاعي يشبه استعمال المدافع في البواخر المسلحة في مقاومة من يريد أسرها، وهذا أمر اعترفت أمريكا وبريطانيا العظمى بأنه حق شرعي، ولكن توسط أمريكا لم يمنع الألمان من فعل ما صمموا على فعله بغضا وانتقاما؛ فعينوا ضابطا برتبة ماجور للدفاع عن فريات ولم يرضوا أن يؤجلوا المحاكمة حسب طلب السفير، وحكموا على الرجل بالإعدام ونفذوا الحكم، ولم يكد الخبر ينتشر في العالم حتى ضجت الصحف والمجالس من فظاعة الألمان وتحاملهم، واستفظعت البلدان المحايدة الجريمة، وتظاهرت الجماهير في مدينة روتردام الهولندية باستهجانها الأمر؛ فهجمت على القنصلية الألمانية في تلك المدينة، وحطمت نوافذها وأعربت عن سخطها الشديد، وقامت الصحف الإنكليزية والفرنسوية تندد بالألمان وتصرح بأن مقتل فريات يفوق في فظاعته مقتل مس كافل التي أعدمها الألمان من قبل ولا سيما لأن فيه خرقا للقانون البحري الألماني.
وقد ترك الكبتن فريات أرملة وسبعة أيتام. وكان يلقب بآفة القرصان لما أبدى من المهارة في التملص من الغواصات، وقد أشار المستر اسكويث إلى مقتله في مجلس النواب البريطاني، وقال: «ومتى حان الزمان فإنا مصممون على محاكمة الجناة أيا كانوا ومهما كانت مرتبتهم.» •••
من لطيف ما يروى عن مكارم أخلاق الألمانيين أنهم طلبوا أخذ الرسوم الجمركية على الملابس التي أرسلها بعض الفرنسويين لأهلهم الموجودين أسرى في بلاد الألمان.
ولما كان هؤلاء الأسرى لا يملكون 10 ماركات رسم الجمرك أعادت حكومة ألمانيا الأمتعة إلى بوستة جنيف ب «سويسرا» التي أرسلتها وأعادتها هذه البوستة إلى مرسليها في فرنسا، وقد قابلت فرنسا هذا العمل بأن أجازت دخول الأشياء الواردة لأسرى الألمان بلا أخذ رسوم جمركية عليها. •••
مما يؤثر عن الجنرال كستلنو أنه لما نشبت الحرب العظمى كان له تسعة أبناء يحاربون في صفوف الجيش الفرنسوي، وقد قتل ثلاثة منهم، ورأى كستلنو ابنه الأخير وهو يحتضر فانحنى فوقه قائلا: «ستموت يا جيرالد موتا شريفا في خدمة بلادك وهذا ما أتمناه لك وسأثأر لك ولأخويك من الأعداء.» •••
يستغرق بالون تسبلين سنة كاملة، وتستغرق مدة تجريبه أربعة شهور. •••
المجاملة بين الأعداء: لما احتلت الجنود الروسية مدينة لمبرج النمسوية دعا الكونت بروبنسكي الروسي الذي عين محافظا على تلك المدينة المستشار برزلنسكي نائب رئيس المحكمة، وقال له: «إن الأحكام ستصدر في المستقبل باسم القيصر، فبهت المستشار، وقال للمحافظ: إنك يا حضرة الكونت تعرضني للتهلكة لأن الله وحده يعلم بما يأتيه الغد، فأنا لا أزال من رعايا دولة النمسا ولو كنت الآن تابعا للإدارة الروسية، فإذا أطعت أمرك خاطرت بنفسي، فخليق بي في هذه الحال أن استعفي من وظيفتي.»
فتبسم المحافظ الأول، وقال له متلطفا: إنني أدلك على طريقة تتلخص بها من مركزك الحرج، فأنا لي إمبراطور وأنت لك إمبراطور آخر، فإذا أصدرت الأحكام فقل فيها «باسم الإمبراطور» ولا تذكر اسم ذلك الإمبراطور.
فطاب خاطر المستشار النمسوي وخرج من عند المحافظ الروسي مطمئن البال مسرورا. •••
अज्ञात पृष्ठ