وشادن يفضح بدر الدجى
والبدر في ليلته يزهر
يجحد أني مستهام به
فهو لقولي أبدا ينكر
وقد كساني سقمي حلة
تظهر من وجدي الذي أفكر
يكفيك مني شاهد أنني
إليك من دون الورى أنظر
أبو يحيى القاضي وأحد الخلفاء
كان أبو يحيى القاضي في زمان أحد الخلفاء، وكان لا يشرب الخمر بل ينهى دائما عن شربه حتى إنه نهى الملك نفسه، فاغتاظ الملك لهذا الأمر وأضمر ذلك في نفسه، وكان عنده جارية حسناء تدعى «نصيبين»، لطيفة القد، فتانة الملامح، فدعا بها يوما وقال: يا نصيبين، اذهبي غدا إلى البستان واصعدي إلى المقصورة العالية فإنني من الآن أهيئ هناك من المأكول وغيره ما يصلح للمقام، فادخلي المخدع الذي يقاربها واختبئي فيه حين قدومي مع أبي يحيى القاضي، وبعد الفراغ من الطعام أذهب أنا إلى البستان وأدع لك أبا يحيى وحيدا في القصر، فاخرجي أنت وأصلحي العود وقدمي بين يديه المدام وزيدي في الغناء له حتى يذهب عن هداه، فقالت: سمعا وطاعة أيها الملك، وفي الغد دخلت البستان وفعلت ما أمرها به، ولم يمض إلا القليل حتى جاء الملك مع أبي يحيى القاضي فجلسا يتسامران إلى أن حضر الطعام فأكلا، ثم قام الملك، وقال: يا أبا يحيى ابق هنا إلى أن أعود إليك، ثم نزل إلى البستان وأشار إلى نصيبين فخرجت للحال وسلمت على أبي يحيى فرد عليها السلام فأخذت العود وأصلحت أوتاره وغنت:
अज्ञात पृष्ठ