204

नवादिर अल-उशशाक

نوادر العشاق

शैलियों

لا بد للعاشق من وقفة

تكون بين الهجر والصرم

حتى إذا الهجر تمادى به

راجع من يهوى على رغم

ثم توجهت بالكتاب إلى يحيى بن خالد فدفعه إلى الرشيد فقال: والله ما رأيت شعرا أشبه بما نحن فيه من هذا، فكأني قصدت به، فقال له يحيى: وأنت والله يا أمير المؤمنين المقصود به، هذا يقوله العباس بن الأحنف، ولما بلغ أمير المؤمنين قوله: (راجع من يهوى على رغم) استغرب ضحكا حتى سمعت ضحكته الجارية، ثم دخل إليها بوجه بشوش على غير ما كانت تنتظر وبيده تلك الورقة، فلما رأته عجبت لذلك وسألت عن سبب رضائه، فقال: هو هذه الأبيات، فاقرئيها بالله، فلما قرأتها سرت كثيرا وقالت: من نظمها؟ قال: العباس بن الأحنف، قالت: لله دره، فكم أعطيته عليها؟ قال: ذهلت عن عطائه لكثرة فرحي واندهاشي، ثم أمرت لي بخلعة سنية، وعادت معه إلى سابق الحب ورائق العيش والوداد.

أبو العباس بن الأحنف

قال الأصمعي: بينا أنا ذات يوم قاعد في مجلس بالبصرة فإذا بغلام أحسن الناس وجها ونورا واقف على رأسي، فقال: إن مولاي يريد أن يوصي إليك، فقمت معه، فأخذ بيدي حتى أخرجني إلى الصحراء، فإذا أنا بالعباس بن الأحنف ملقى وهو يجود بنفسه ويقول:

يا بعيد الدار عن وطنه

مفردا يبكي على شجنه

كلما جد النحيب به

अज्ञात पृष्ठ