وإن صباباتي بكم لكثيرة
بثين ونسيانكم لقليل
وخرج إلى الشام وطال غيابه فيها، ثم قدم من الشام وبلغ بثينة خبره فراسلته مع بعض نساء الحي تشكو شوقها إليه ووجدها به وطلبها للحيلة في لقائه ووعدته لموضع يلتقيان فيه، فسار إليها وحدثها وبث إليها أشواقه وأخبرها خبره بعدها، وقد كان أهلها رصدوها، فلما فقدوها تبعها أبوها وأخوها حتى هجما عليهما، فوثب جميل وانتصل سيفه وشد عليهما، فاتقياه بالهرب، وناشدته بثينة الله أن ينصرف، وقالت له: إن أقمت فضحتني، ولعل الحي أن يلحقوا بك، فأبى وقال: أنا مقيم وامضي أنت وليصنعوا بي ما أحبوا، فلم تزل تنشده حتى انصرف وقد هجرته وانقطع التلاقي بينهما، فلقي ابن عمه روقا ومسعدة فشكا إليهما ما به وأنشد:
زورا بثينة فالحبيب مزور
إن الزيارة للمحب يسير
إن الترحل إن تلبس أمرنا
وأعتاقنا قدر أحم بكور
إني عشية رحت وهي حزينة
تشكو إلي صبابة لصبور
وتقول بت عندي فديتك ليلة
अज्ञात पृष्ठ