235

नत्र अल-दुर्र

نثر الدر

अन्वेषक

خالد عبد الغني محفوط

प्रकाशक

دار الكتب العلمية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م

प्रकाशक स्थान

بيروت /لبنان

ناصحًا كَمَا تحذر عَدَاوَة الْعَاقِل إِذا كَانَ لَك عدوا؛ فيوشك الْجَاهِل أَن يورطك بمشورته فِي بعض اغترارك، فَيَسْبق إِلَيْك مكر الْعَاقِل ومورط الْجَاهِل، وَإِيَّاك ومعاداة الرِّجَال؛ فَإِنَّهُ لَا يعدمك مِنْهَا مكر حليمٍ ومفاجأة جَاهِل. قَالَ بَعضهم: إِنِّي لعِنْد عبد الله بن حسن ﵁ وَهُوَ واقفٌ على نِهَايَة مَا يكون من الْخَوْف والجزع من مَرْوَان بن مُحَمَّد إِذْ اسْتَأْذن أَبُو عدي الْأمَوِي الشَّاعِر فَأدْخل، فبشره بِأَن الْبيعَة قد وَقعت بِالْكُوفَةِ لعبد الله ابْن مُحَمَّد أبي الْعَبَّاس السفاح، فوهب لَهُ عبد الله أَرْبَعمِائَة دِينَار، وَدفع إِلَيْهِ ابناه إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد مثلهَا، وَدفعت إِلَيْهِ أمهما مِائَتي دِينَار فَانْصَرف بِأَلف دِينَار. وَقَالَ السفاح يَوْمًا لعبد الله: أما وَعَدتنِي أَن تحضر ابنيك مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم؟ قَالَ: وَالله مَا أعلم علمهما. وَأعلم مني بأمرهما عَمهمَا حسن بن حسن. وَكَانَ حسن قد قَالَ لعبد الله: إِذا سَأَلَك عَنْهُمَا فارم بأمرهما إِلَيّ، فَوجه أَبُو الْعَبَّاس إِلَى حسن: إِن أَخَاك زعم أَن علم ابنيه عنْدك، وَمَا أريدهما إِلَّا لما هُوَ خير لَهما، فَوجه إِلَيْهِ حسن: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، لم تنقص مَعْرُوفك عِنْد هَذَا الشَّيْخ؟ وَقد علمت أَنه إِن كَانَ فِي قدر الله أَن يَلِي ابناه أَو أَحدهمَا شَيْئا من هَذَا الْأَمر لم ينفعك ظهورهما، وَإِن كَانَ لم يقدر ذَلِك لم يَضرك استتارهما. فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: صدق وَالله حسنٌ، لَا ذكرتهما بعد هَذَا وَأمْسك عَن طلبهما وَلما أخرج الْمَنْصُور عبد الله بن حسن وَأهل بَيته من الْمَدِينَة مقيدين على جمالٍ فِي محامل أعرى كل وَاحِد مِنْهُم يعادله جندي، وَقعت عين عبد الله على أبي جَعْفَر فِي الطَّرِيق فناداه: يَا أَبَا جَعْفَر؛ مَا هَكَذَا فعلنَا بأسارئكم يَوْم بدرٍ. وَكَانَ عبد الله يَقُول فِي الْحَبْس: اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا من سخطك فاشدد على حَتَّى ترْضى؛ فَبلغ ذَلِك جَعْفَر الصَّادِق ﵁ فَقَالَ: رحم الله أَبَا محمدٍ؛ أما إِنَّه لَو سَأَلَ ربه الْعَافِيَة كَانَ خيرا لَهُ. وَمن كَلَام عبد الله: المراء يفْسد الصداقة الْقَدِيمَة، وَيحل الْعقْدَة الْوَثِيقَة، وَأَقل مَا فِيهِ أَن تكون المغالبة أَشد أَسبَاب القطيعة.

1 / 255