Nathr al-Wurud Sharh Ha'iyyat Ibn Abi Dawud
نثر الورود شرح حائية ابن أبي داود
प्रकाशक
مركز النخب العلمية
संस्करण संख्या
الرابعة
प्रकाशन वर्ष
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
शैलियों
وَقُلْ: إنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ ... وَزِيرَاهُ قِدْمًا ثُمَّ عُثْمَانُ الارْجَحُ
وَرَابِعُهُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ بَعْدَهُمْ ... عَلِيٌّ حَلِيفُ الخيْرِ بِالخَيْر مُنْجِحُ
•---------------------------------•
في هذين البيتين يتحدث الناظم ﵀ عن فضل الصحابة في هذه الأمة وقد أجمع أهل السنة أن خير هذه الأمة الصحابة ﵃، ثم يليهم في الفضل التابعون، ثم أتباع التابعين بدليل حديث عمران بن حصين ﵄ قال: قال النَّبِيُّ ﷺ: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، قَالَ عِمْرَانُ: لَا أَدْرِي أَذَكَرَ النَّبِيُّ ﷺ بَعْدُ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً» (١).
وقد امتدح الله الصحابة ﵃ في العديد من آيات القرآن، حيث قال: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ [التوبة: ١٠٠]، وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: ٩]، في هذه الآية أثنى الله على الأنصار؛ لأنهم ﴿يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا﴾ ثم مدحهم بالإيثار ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾، ثم قال: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾، والصحابة هم طليعة المفلحين الذين وقاهم الله شح نفوسهم، فهذه خمسة أوصاف:
١) يحبون من هاجر إليهم.
٢) لا يجدون في صدورهم حاجة.
_________
(١) أخرجه البخاري (٢/ ٩٣٨) رقم (٢٥٠٨)، ومسلم (٤/ ١٩٦٤) رقم (٢٥٣٥).
1 / 49