नताइज फिक्र फी नहव

अबू अल-क़ासिम अल-सुहेली d. 581 AH
173

नताइज फिक्र फी नहव

نتائج الفكر في النحو للسهيلي

प्रकाशक

دار الكتب العلمية

प्रकाशक स्थान

بيروت

أرادة قتلى وترة، ثم أظهر " إن "، فدل على ما قلناه. وهذا الأصل مستتب في جميع حروف العطف إلا في " الواو " الجامعة، وهي التي تعطف الاسم على اسم لا يصح انفراده، كقولك: اختصم زيد وعمرو، وجلست بين زيد وعمرو، فإن " الواو " ها هنا تجمع بين الاسمين في العامل، فكأنك قلت: اختصم هذان، واجتمع الرجلان، إذا قلت: اجتمع زيد وعمرو. ومعرفة هذه الواو أصل ينبني عليه فروع كثيرة، منها أنك تقول: رأيت الذي قام زيد وأخوه، على أن تكون " الواو " جامعة، وإن كانت عاطفة لم يجز، لأن التقدير: قام زيد وقام أخوه، فخلت الصلة من عائد يعود على الموصول. ومنه قوله سبحانه: (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) . غلب المذكر على المؤنث لاجتماعهما، ولو قلت: طلع الشمس والقمر، يقبح ذلك، إلا أن تريد الواو الجامعة، وأما فى الآية فلا بد أن تكون جامعة، لأن لفظ " جمع " يدلُّ عليها. * * * (فصل) وأما " الفاء " فهي موضوعة للتعقيب، وقد تكون للتسبيب والترتيب، وهما راجعان إلى معنى التعقيب، لأن الثاني بعدهما أبدًا إنما يجيء في عقب الأول. والتسبيب نحو: " ضربتُه فبكى "، والترتيب مثل قوله ﷾: (أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا)، دخلت الفاء لترتيب اللفظ، لأن الهلاك يجب تقديمه في الذكر، لأن الاهتمام به أولى، وإن كان مجيء البأس قبله في الوجود. ومثله: إن من ساد ثم ساد أبوه ... ثم قد ساد بعد ذلك جده

1 / 196