248

أنبيائه وخاتم رسله. على أن رؤيا غير الانبياء لا يبتني عليها شئ من الاشياء باجماع الامة (317). (رابعها) ان في احاديثهم هذه من التعارض ما يوجب سقوطها، وحسبك منها الحديثان اللذان أوردناهما آنفا - حديث أبي عمير بن أنس عن عمومة له من الانصار، وحديث محمد ابن عبدالله بن زيد عن أبيه - (318) فأمعن فيما يتعلق منهما برؤيا عمر تجد التعارض بينا بأجلى مظاهره. وأيضا فان هذين الحديثين المشار اليهما يقصران الرؤيا على ابن زيد وابن الخطاب، لكن حديث الرؤيا للطبراني في الاوسط (319) صريح في صدورها من أبي بكر أيضا، وهناك من أحاديثهم ما هو صريح بأن تلك الرؤيا كانت من أربعة عشر رجلا من الصحابة، كما في شرح التنبيه للجبيلي، وروي ان الرائين تلك الليلة كانوا سبعة عشر من الانصار، وعمر وحده من المهاجرين وفي رواية أن بلالا ممن رأى الاذان أيضا وثمة متناقضات في هذا الموضوع أورد الحلبي منها ما يورث العجب العجاب، وحاول الجمع بينها فحبط عمله (320).

---

(317) تذكرة الفقهاء للعلامة الحلى ج 1 / 104 و105 ط قديم، فتح الباري ج 2 / 62. (318) قد تقدم الحديثان تحت رقم (304 و305) فراجع وراجع أيضا: الصحيح من سيرة النبي ج 3 / 81. (319) المعجم الاوسط للطبراني مخطوط، الصحيح من سيرة النبي ج 3 / 81. (320) فلتراجع في باب بدء الاذان ومشروعيته من الجزء الثاني من سيرته الحلبية، فان هناك ما يوجب العجب والاستغراب (منه قدس). السيرة الحلبية ج 2 / 296 وما بعدها، الصحيح من سيرة النبي ج 3 / 82.

--- [231]

पृष्ठ 230