الفقهية، ثم قال بعد ذلك: ﴿فمن اعتدى عليك فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم﴾ فروى أهل التفسير عن ابن عباس أن إباحة الاعتداء من المعتدى عليه على المعتدى منسوخ برد ذلك إلى الإمام وذلك موجود في قوله: ﴿ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا﴾ فنسخ ذلك السنة المتواترة أو هذه الآية.
قال القاضي محمد بن العربي ﵁:
ليس في الشريعة سنة نصية بأن أحدا لا يقتضي حقه لنفسه إنما هو إجماع الأمة وأما الآية المذكورة فقد قيل إن الولي ها هنا القريب وليس المراد به الوالي، وقوله تعالى: ﴿فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه﴾ أي جازوه كما فعل بكم وسمى الأول باسم الثاني كما قال تعالى. ﴿وجزاء سيئة سيئة مثلها﴾ وليس الجزاء بسيئة سيئة وإنما حسنة محضة ولكنه لما كانت جزاء لها سماها باسمها وعلى هذا جاء قوله: ﴿الله يستهزيء بهم﴾ والمراد بذلك من قاتلكم في الحرم فقاتلوه فيه ولا تنشئوا القتال ابتداء كما تقدم بيانه،
2 / 62