12

A Golden Advice to Islamic Groups

نصيحة ذهبية إلى الجماعات الإسلامية

अन्वेषक

مشهور حسن سلمان

प्रकाशक

دار الراية

प्रकाशन वर्ष

1410 अ.ह.

प्रकाशक स्थान

الرياض

ولم يقتصر الإِنكار على هؤلاء العلماء المتأخرين، بل سبقهم إليه عالم من كبار ثقات التّابعين، هو: مُطَرِّف بن عبد الله بن الشخِّير، فأخرج أبو نعيم في ((الحلية)): (٢٠٤/٢) ومن طريقه الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)): (١٩٢/٤) بإسنادٍ صحيح إِلى مُطَرِّف قال:

«کنا نأتي زید بن صُوحان، وکان يقول:

يا عباد الله أكرموا وأجملوا، فإِنما وسيلة العباد إلى الله بخصلتين: الخوف والطمع، فأتيتُه ذات يوم وقد كتبوا كتاباً، فنسقوا كلاماً من هذا النّحو: [إن الله ربُّنا، ومحمداً نبيّنا، والقرآن إمامنا، ومن كان معنا كنا ... وكنا له ... ، ومن خالفنا كانت يدنا عليه، وكنا وكنا] قال:

فجعل يعْرِضُ الكتاب عليهم رجلا رجلاً، فيقولون: أقررتَ يا فلان؟ حتى انتهوا إِليَّ فقالوا: أقررتَ يا غلام؟ قلت: لا.

قال - يعني زيداً -: لا تعجلوا على الغلام، ما تقول يا غلام؟

قلت: إِنَّ الله قد أخذ عليَّ عهداً في كتابه، فلن أُحدث عهداً سوى العهد الذي أخذه علي.

فرجع القوم من عند آخرهم، ما أقرَّ منهم أحد، وكانوا زُهاء ثلاثین نفساً)) انتهى.

وزيد بن صوحان، كان يقوم الليل، ويكثر الصيام، وإذا كانت ليلة الجمعة أحياها، فإِنه كان يكرهها إذا جاءت، مما كان يلقى فيها، فبلغ سلمان ما كان يصنع، فأتاه فقال: أَين زيد؟ قالت امرأته: ليس ها هنا.

قال: فإني أقسم عليك لما صنعتٍ طعاماً، ولبستِ محاسن ثيابك، ثم بعثت إلى زيد. فجاء زيد، فقرب الطعام، فقال سلمان: كُل يا زيد. قال: إني صائم. قال: كل زيد لا ينقص - أو تنقص دينك - إن شر السير الحقحقة - وهو المتعب من السير، وقيل: أَن تحمل الدابة على ما لا تطيقه - إن لعينك

12