واعتباره ، وهذا ما أتاح الفرصة للأئمة الزيديين ، فحصنوا معاقلهم وقلاعهم ، وسببوا للعثمانيين إزعاجات ، لم تمكنهم من تثبيت حكمهم في اليمن الذي كان ينتفض عليهم كثيرا كلما سنحت له الفرصة.
ولئن سالم بعض الأئمة اليمنيين الولاة الأتراك أحيانا ، فإن بعضهم الآخر قد أبى الخضوع لهم وقاومهم ما وسعته المقاومة (26).
وفي عهد السلطان سليمان الأول عاود البرتغاليون الاعتداء على الهند واستولوا على بنادرها وأكثروا أذاهم لبنادر اليمن ، وحاولوا الاستيلاء على عدن ووصلوا إلى بندر جدة وبنادر السويس ، وعاثوا في البحر فسادا ، وأخذوا سفائن الحجاج والتجار غصبا ، وأعملوا في المسلمين وأموالهم أسرا وقتلا ونهبا ، وفتكوا بسلطان كجرات (السعيد الشهيد (بهادر شاه))، وقتلوه غدرا في 3 رمضان (944 ه 1537 م) على ظهر سفينة برتغالية أمام (ديو) في الهند.
وكان هذا (بهادر شاه) الذي تسلطن على (كجرات) في 24 شوال (922 ه 1526 م) ، وقد طلب العون من السلطان سليمان الأول لدفع البرتغاليين وأذاهم عن بلاده وغيرها من البلدان العربية والإسلامية ، فاستجاب له السلطان سليمان الأول ، ووجه من مصر أسطولا بحريا جرارا من السفن والرجال ، سار به إلى أرض الهند ، ليقطع دابر الكفار ، وينظف تلك الأقطار من الكفرة الفجار ، ففتح عدن ومسقط وجزيرة هرمز ، واستولى على أغلب الحصون التي أقامها البرتغاليون ما بين جنوب الجزيرة العربية وبلاد الهند (27).
ولكن هذا الأسطول العثماني السليماني العتيد ، كان بقيادة (خادم سليمان الأرنؤوطي) المشهور بالظلم والغدر وعدم الوفاء ، فلما مر بالسواحل اليمنية فتح صاحب عدن الأمير (عامر بن داوود بن طاهر بن معوضة) له باب عدن ، وزين الأسواق بوصول العسكر المنصور السليماني ، وإذا بخادم سليمان ينزل قواته أمام باب عدن ، ويقبض بحيلة
पृष्ठ 23