मानव अधिकारों का उद्भव: एक ऐतिहासिक अवलोकन
نشأة حقوق الإنسان: لمحة تاريخية
शैलियों
في عام 1762 - وهو نفس العام الذي ابتكر فيه روسو مصطلح «حقوق الفرد» - أدانت إحدى المحاكم في مدينة تولوز بجنوب فرنسا رجلا بروتستانتيا يبلغ من العمر أربعة وستين عاما ويدعى جان كالاس بتهمة قتل ابنه لمنعه من التحول إلى المذهب الكاثوليكي. أصدر القضاة الحكم عليه بالإعدام بسحق عظامه على عجلة السحق، وقبيل تنفيذ حكم الإعدام تعين على كالاس أن يقاسي أولا تحت الإشراف القضائي عذابا يعرف باسم «الاستجواب التمهيدي»، أعد خصيصا من أجل أن يدلى أولئك الذين أدينوا بالفعل بأسماء شركائهم في الجريمة. أوثق الجلادون معصمي كالاس بإحكام إلى قضيب خلف ظهره، ثم مطت آلة تعمل بالكرنكات والبكرات جسمه بحيث تشد ذارعيه إلى أعلى باستمرار فيما يحفظ ثقل حديدي قدميه ثابتتين في مكانهما (انظر الشكل رقم
2-1 ). وعندما امتنع كالاس عن ذكر أي أسماء بعد نوبتين من التعذيب، أوثقوه في مقعد، ثم صبوا قوارير الماء في حلقه عنوة فيما ظل فمه مفتوحا باستخدام عصوين صغيرتين (انظر الشكل رقم
2-2 ). ولما عذب من جديد كي يدلي بالأسماء، جاء رده كالآتي: «حين لا توجد جريمة من الأساس، لا يمكن أن يكون هناك شركاء في الجريمة.»
شكل 2-1: التعذيب القضائي. (يكاد يستحيل العثور على لوحات تصور التعذيب الذي كان القضاء يبيحه. يدعي هذا النحت الخشبي المصنوع على صفحة كاملة (21,6سم × 14,4سم) الذي يعود إلى القرن السادس عشر أنه يوضح وسيلة كانت مستخدمة في تولوز تشبه تلك التي خضع لها جان كالاس بعدها بقرنين، وهي تمثل نموذجا لأدوات التعذيب القضائي التي كانت ذائعة الانتشار في أوروبا وكانت تسمى «آلة المط»
strappado ، وهي كلمة مشتقة عن كلمة إيطالية تعني الشد العنيف أو التمزيق.)
شكل 2-2: التعذيب بالماء. (يصور هذا النحت الخشبي الذي يعود إلى القرن السادس عشر (مقاس 21,6سم × 14,4سم) طريقة فرنسية للتعذيب بالماء، وهي ليست نفس الطريقة التي خضع لها كالاس بالضبط، لكنها قريبة منها بالقدر الكافي لتوصيل الفكرة.)
لم يكن المعذبون يموتون سريعا، ولم يكن هذا هو المراد. كان السحق على العجلات، المخصص لأولئك المدانين في جرائم القتل أو السطو المسلح، يتم على مرحلتين؛ أولا: يوثق الجلاد المدان على صليب على شكل حرف إكس (
x ) ثم يكسر على نحو مدروس عظم الساعدين، والساقين، والفخذين، والذراعين عن طريق تسديد ضربتين قويتين إلى كل منها. وباستخدام رافعة مثبتة في حبل ملفوف حول رقبة المدان، يخلع مساعد للجلاد يقف تحت المشنقة الفقرات العنقية عن طريق شد الحبل شدا عنيفا. في تلك الأثناء يسدد الجلاد ثلاث ضربات عنيفة إلى الجزء الأوسط من الجسم باستخدام قضيب من الحديد. ثم ينزل الجلاد الجسد المهشم ويوثقه إلى عجلة عربة موضوعة على قمة قضيب طوله عشرة أقدام، بحيث تكون الأطراف مثنية للوراء على نحو مؤلم للغاية. ويظل المدان مربوطا في هذا الوضع فترة طويلة بعدما يلقى حتفه، منهيا بذلك «مشهدا مرعبا إلى أبعد حد». وبناء على توجيه سري، تفضلت المحكمة وأنعمت على كالاس بالخنق حتى الموت بعد ساعتين من العذاب، قبل أن يوثق إلى العجلة. ومات كالاس وهو لا يزال يؤكد براءته.
1
أثارت «قضية» كالاس الانتباه عندما اهتم بها فولتير بعد مرور أشهر قلائل على تنفيذ حكم الإعدام. جمع فولتير المال من أجل العائلة، وكتب خطابات باسم العديد من أفراد عائلة كالاس يؤكد أنها تقدم رؤيتهم الشخصية للأحداث، ثم نشر كتيبا وكتابا يتناولان القضية، وكان أشهر هذه الأعمال مقالته «رسالة عن التسامح بمناسبة موت جان كالاس»، التي استخدم فيها للمرة الأولى مصطلح «حق الإنسان»؛ كان جوهر حجته أن التعصب محال أن يكون حقا من حقوق الإنسان (لم يستخدم الحجة الإيجابية التي تقول إن حرية اختيار الدين حق من حقوق الإنسان)، ولم يعترض فولتير في الأساس على التعذيب أو سحق العظام باستخدام عجلة السحق، ما أثار سخطه هو ذلك التعصب الديني الأعمى الذي انتهى إلى أنه يحرك رجال الشرطة والقضاة: «من المستحيل أن نعقل كيف يمكن لرجل، بناء على هذا المبدأ [حق الإنسان]، أن يقول لآخر «آمن بما أؤمن به والذي لا يمكنك أن تؤمن به وإلا ستموت»! فبهذا الأسلوب يتكلم الناس في البرتغال، وإسبانيا، وجوا» [بلدان ذات سمعة مشينة بسبب محاكم التفتيش].
अज्ञात पृष्ठ