नसाइह काफिया
النصائح الكافية
शैलियों
رد علي أحدكم كلمة في مقامي هذا لا ترجع إليه كلمة غيرها حتى يسبقها السيف إلى رأسه فلا يبقين رجل الا على نفسه ثم دعا صاحب حرسه بحضرتهم فقال افم على رأس كل رجل من هؤلاء رجلين ومع كل واحد سيفه فان ذهب رجل منهم يرد علي كلمة بتصديق أو تكذيب فليضرباه بسيفيهما ثم خرج وخرجوا معه حتى رقى المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم ان هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم لايبرم أمر دونهم ولا يقضي الا عن مشورتهم وانهم قد رضوا وبايعوا ليزيد فبايعوا على اسم الله فبايع الناس وكان الناس يتربصون بيعة هؤلاء النفر ثم ركب رواحله وانصرف إلى المدينة فلقى الناس اولئك النفر فقالوا لهم زعمتم انكم لا تبايعون فلم رضيتم واعطيتم وبايعتم قالوا والله ما فعلنا فقالوا ما منعكم ان تردوا على الرجل قالوا كادنا وخفنا القتل وبايعه اهل المدينة ثم انصرف إلى الشام (انتهى).
وقال ابن عبد البر بعث معاوية إلى عبدالرحمن بن أبي بكر بعد ان ابي البيعة ليزيد بمائة الف درهم فردها إليه عبدالرحمن وابي ان يأخذ وقال ابيع ديني بدنياي وخرج إلى مكة ومات بها قبل ان تتم البيعة ليزيد (انتهى) قلت قول بعض الشيعة هنا مات بالسم لم ينقله اهل السنة فلا معول عليه عندنا والله اعلم. وانما اطلت بذكر خبر هذه البيعة مع شهرته واستنفاضته ليعلم الاغبياء من المقلدين ما ارتكبه معاوية لاجلها من الاكاذيب والحيل والمكر والخدع والكيد والرشوة من بيت مال المسلمين وغش الامة والاستخفاف بذوي الفضل والمنزلة من الصحابة وتهديدهم بالقتل وغير ذلك من الفظالع حتى يتيقن اولئك الاغبياء انهم مغرورون من مقلديهم مغشوشون بما موهوا به عليهم من خلاف ذلك وان تقليدهم لا ينفعهم ولا يجديهم عندما تنكشف الحقائق لدى الملك الملك العدل يوم التغابن حين تنقطع الاسباب بين التابع والمتبوع الا المتقين.
--- [ 72 ]
पृष्ठ 71