नक़ल से सृजन तक (खंड दो परिवर्तन)
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (١)
शैलियों
وتبدو آيات القسم الرابع عن العلوم الإلهية الناموسية والشرعية قليلة. وتصب كلها في نفس الثنائية، ثنائية الخير والشر على المستوى الاجتماعي. وتكشف عن التعارض بين مجتمعين، مجتمع الخير ومجتمع الشر كما هو الحال في الأخلاق والمعاد. مجتمع الخير هو مجتمع الإخوان ومن والاهم، مجتمع مغلق طاهر. ففي الأرض صالحون وفاسدون. ويستشهد الإخوان أيضا في مسار التاريخ بالآيات على حتمية زوال دولة الظلم وقدوم دولة الحق مما يكشف عن الهدف السياسي للإخوان. ومصير دول الظلم كلها في النار، يلعن بعضها بعضا. ويتم التأكيد على المعارضة من أجل الثورة على الحاكم الظالم. فالتاريخ دورات وأحقاب، والصراع واقع في العالم. فإما أن يقبل الإنسان الصراع وإما أن يتخلف عنه فيأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ويقبلون الدخول فيه. تتوالى المجتمعات بعضها وراء بعض، وتنهض الأمم وتنهار. الظالمون أولياء لبعضهم والمؤمنون أولياء أيضا لبعضهم.
150
والله مع جماعة المؤمنين. وهي جماعة مترابطة بفعل الإيمان، تحب من يهاجر إليها، وتؤكد الرسائل ضرورة التعاون بين الإخوة والترابط الاجتماعي. وهم مثال على ذلك. فالولاية لهم وليس لغيرهم والترابط الاجتماعي وهم، والصلح بين الزوجين واجب قبل الطلاق. والشريعة ضرورية للمجتمع مثل القصاص. والتحريم طلب من الناس حتى ولو ضاقوا به. والطريق الآخر مترابط في الشر، وتتميز المجتمعات فيما بينها بالهدف الذي تجتمع عليه.
151
ومع ذلك يظل الوعي الفردي مستقلا عن الوعي الاجتماعي مثل الرجل من آل فرعون الذي يكتم إيمانه ومثل إبراهيم مع قومه ومثل كل نبي مثل نوح. ثم يكبر هذا الوعي ويتمدد ويصبح القلة المؤمنة الذين اشترى الله منهم أنفسهم بأن لهم الجنة، ومثل الشهداء وحواريي المسيح الذي يبايعون المؤمنين والأنبياء، وهم الإخوان.
152 (د) الأحاديث
وتظهر الأحاديث بصورة أقل من الآيات حوالي العشر، وتظهر في نفس العبارات التي بها تعبير «رسول الله». وتستعمل في نفس النسق العقائدي الفلسفي، التوحيد والعدل؛ أي العقليات والسمعيات، الإلهيات والنبوات. والمرويات في السمعيات أكثر منها في العقليات، وفي السمعيات تبرز أولا في الإيمان والعمل ثم النبوة ثم المعاد والإمامة. وتستعمل الأحاديث تدعيما للآيات ما دام القرآن والحديث مصدرين للعلم.
153
ففي نظرية العلم، في فضل طلب العلم يذكر حديث عن تعلم العلم لأنه خشية وعبادة وتسبيح، ومعرفة بالحلال والحرام، والسبيل إلى الجنة، والمؤنس في الوحدة، والصاحب في الغربة والسلام على العدو، وزين الأخلاق، وحياة القلب، وقوة البدن، طريق العبادة والأجر ووصل الرحم وتأييد له كما هو الحال في أحاديث كتاب العلم في بداية «إحياء علم الدين». وهو حديث طويل، صوفي إشراقي ليس به طابع الأحاديث الصحيحة. أسلوبه متأدب مفتعل مصطنع، محمل بالصور الفنية والثنائيات المتعارضة ولغة النور والإشراق ، الطبقات والمراتب، يصعب أن تعيه الذاكرة. يخبر بالغيبيات، وأقرب إلى أن يكون تأليفا على منوال سابق كما هو الحال في الأناجيل مع قدر كبير من التأويل الروحي للشفاء. ربما الصحيح فيه الفقرة الأخيرة عن العلم والعمل، والباقي كله إشراقيات منسوجة حولها. ويؤدي العلم إلى التواضع والرحمة، ويبعد عن الخلاف والمنازعة وطلب الرياسة والتعصب والعداوة والبغضاء. ويحذر الحديث من عيوب العلماء بالرغم من فضائل العلم. ويطالب الرسول بأن يكون الإنسان عالما جليس العلماء؛ فالإنسان إما عالم أو متعلم أو مجالس للعلماء أو صاحب للعلماء.
154
अज्ञात पृष्ठ