يقوم بأعمال جليلة سامية، يقوده إليها إلهام من الله لا يقدر هم سموها؛ بل يراها أعمالا عادية، ولكن الأمة تقدر سموها، وتدرك عظيم فائدتها، ومن دون أن يشعر يجد نفسه مساقا قهرا، والأمة من ورائه تدفعه إلى قمة الزعامة حيث تضع له سلما من قلوبها وأفئدتها وتقول: ارتق! ... وتأتيه بزمام القيادة مصنوعا من أمانيها الغالية وتقول له: أمسك ...
أما هذه الإمعات من الشخصيات المرتجلة التي لا يعرف لها ماض، ولا حاضر، ولا حتى المراجل التي طبخت فيها، فتنبت بسرعة كالفقاقيع وتأتي تنفخ أوداجها وهي تحاول التسلق بمنابر الزعامة الخطيرة، والتشبث بقمم العظمة، حتى إذا ما حاولت الأمة إبعادها في رفق ولين صرخوا في وجهها وذهبوا، يشتمونها ويصمونها بالجهل والانحطاط لأنها لم تنخدع لهم ولدجلهم ...
وهناك تغضب الأمة غضبتها، فتلقي بهم في الدرك السافل، فتنطفئ هذه الشخصيات بسرعة، وهي مرتجلة في كلتا الحالتين، وتطوى هذه الشخصيات وصحائفها إلى الأبد مكللة بالخزي والعار ...
إكليل كل امرئ لا يعرف قدر نفسه.
الأستاذ
مسرحية في فصل واحد «كان عبد الحق عاملا بسيطا من عامة الناس، أميا، لم يتلق من العلوم شيئا، لا قليلا ولا كثيرا ... لا يعرفه أحد سوى زملائه في العمل وبعض جيرانه في الحي المتواضع الذي يسكنه لضآلة مركزه الاجتماعي ولانصرافه عن الناس بالكد في سبيل العيش.
وذات يوم توفي عمه الثري - وكان وارثه الوحيد - فاستولى على جميع أمواله وثروته الطائلة، وأصبح من كبار الأثرياء، يشار له بالبنان، وما كاد يشيع الخبر حتى تجمهر الزوار على باب داره من مهنئين، ومتسولين، وفضوليين.» ••• (المنظر: قاعة فسيحة في دار عمه التي ورثها، مؤثثة بأثاث شرقي من زرابي وأرائك، يبدو عبد الحق في صدر القاعة، وهو رجل في العقد الخامس من عمره ضخم الجثة مرتديا أثوابا جديدة فضفاضة لبسها على عجل دون ترتيب ولا نظام.) (عبد الحق - «سلمان الخادم»)
عبد الحق :
سلمان! ... سلمان ...
سلمان :
अज्ञात पृष्ठ