Names and Attributes Series
سلسلة الأسماء والصفات
शैलियों
إثبات صفة الرضا لله ﷿
(يرضى): هذه صفة فعلية أخرى وهي صفة الرضا، والفرق بينها وبين المحبة أن الرضا يقتضي حصول المغفرة ويختص بالأعمال، فإذا رضي الله عن عبد من عباده فإن ذلك يقتضي مغفرة ما مضى منه، وقد يقتضي مغفرة المستقبل وهذا هو الرضا الأكبر الذي لا سخط بعده، فالرضا قسمان: فالأول: رضًا يختص بالماضي، ويقتضي مغفرته.
والثاني: رضًا يعم المستقبل وهو الرضا الأكبر الذي لا سخط بعده، وهو ما حل على أهل بدر حتى قال الله لهم: (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) ومثله ما حل على أهل الشجرة الذين بايعوا رسول الله ﷺ تحتها، فقال الله فيهم: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ﴾ [الفتح:١٨] ولذلك قال رسول الله ﷺ: (والذي نفس محمد بيده لا يلج النار أحد بايع تحت الشجرة) .
وهذه الصفة تسمى: رِضًا ورِضوانًا، ورُضوانًا، ورُضًا، فهذه أربعة مصادر لرضي، والله ﷾ جاء بها مثبتة ومنفية، مثبتة في قوله: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الفتح:١٨]، ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ [التوبة:١٠٠] وجاء بها منفية في قوله: ﴿لا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ﴾ [الزمر:٧] .
6 / 8