أجبت عليها بالدموع البوادر(2) وأما الاصطلاح فقوله: (ما تضمن كلمتين بالإسناد). فقوله: (ما) جنس للحد، فلوقال: (قول تضمن)، أوكلمتان أسندت إحداهما إلى الأخرى لكان أولى(1)، ويدخل في (تضمن) المنطوق به، نحو: (زيد قائم)، والمقدر نحو: (قم) بخلاف ما لوقال: (تركبت)، لأن التركيب يستدعي التعدد لفظا، قال ابن الحاجب(2) قوله: (كلمتين)، يحترز عن الكلمة الواحدة، وقوله بالإسناد: يعني (المفيد) كإسناد الجمل، ويخرج المضاف والمضاف إليه وسائر المركبات لأن إسنادها غير مفيد، لأن المراد بالإسناد، نسبة أحد الجزأين إلى الآخر لإفادة المخاطب، ولا يقال: هذا إضمار في الحد، لأن اللام للعهد، إذ المشهور من الإسناد في اصطلاح النحاة: إسناد الجمل وهوالمفيد، ويرد على حده من إسناد الجمل نحو: (إن قام زيد)، فإنه تضمن كلمتين بالإسناد وليس بكلام، فقيل: إن دخول حرف الشرط حالة عارضة ولا عبرة به، وقال الأندلسي(3) والإمام يحيى(4) بن حمزة: لابد في الحد من أن يقال: (وحسن السكوت عليه)(1).
पृष्ठ 43