============================================================
قلتا له: فهل يصنع الكذب من ليس بكاذب9!
فإن قال: قد بصنع الكذب من ليس بكاذب.
قلنا له: فلم لا يصنع الظلم من ليس بظالم 14!
فإن قال : أما من الخلق، فلا يصنع الكذب إلا كذاب، ولا الظلم إلا ظالم، وأما الله، جل ثناؤه، فيصنع الكذب والظلم، ولا يكون كاذبا ولا ظالما.
قلنا له: فما المعنى الذى صار به العباد ظلمة كذبة، هل هو شيء اكثر من أن يصنعوا الكذب والظلم؟1.. وقد زعمت أن الله، عز وجل، صنعة فى قلوب العباد، 25 و( فما جعل هؤلاء اولى (1) بالكذب والظلم منه فى قوله، إذ لم يكن ثم معنى اكثر من أنهم) صنعوا الكذب والظلم، وقد صنعه الله، عز وجل عما قلتم، كما وه زعتم، فما الفرق عندك 8] تفرق الهبرة بين من يصنع الشن بنقسه ومن يصنعه لى غيره8( فان قال: من قبل أنهم مأمورون ، وليس هو بمأمور، فمن ثم كان ذلك منهم كذها وظلما، ولم يكن منه بكذب ولا ظلم.
قلنا له: أفليس قد يجوز ان هخبر الله عما لم يكن، فيقول: قد كان كذا وكذا(6).. ولم يكون ذلك الذى قال بحق، ولا مكون منه مكذب، لأنه ليس بمامور14..
فإن اجاز ذلك لزمه لنا أن لعل ما اخبر الله، عز وجل، عن الأم الصالفة انه لم يكن بحق، ولا يكون ما وعد من الجنة والنار بحق، وغير ذلكا.
ثم نقول له: ما تقول فى رجل وقع فى نفه أن الله، عز وجل، احد فرذ، لا شبيه له ولا نظير، ولا عديل ولا مثيل؟.
فإن قال: الله أوقع ذلك فى قلبه.
قلنا له: أفصدق الله فيما أوقع من ذلك فى قلبه، ام لا 4 فإن قال: صدق الله.
(1) وردت فى الاصل: ها ولا اولا.
(2) وردت فى الاصل: كذى وكذى.
_8
पृष्ठ 83