139

في طرف الزيادة إلى من له حدس في كل المطلوبات أو أكثرها أو إلى من له حدس في أسرع وقت وأقصره فيمكن أن يكون شخص من الناس مؤيد النفس بشدة الصفاء وشدة الاتصال بالمبادئ العقلية إلى أن يشتعل حدسا أعني قبولا لا لهام العقل الفعال في كل شيء فترتسم فيه الصور التي في العقل الفعال من كل شيء إما دفعة وإما قريبا من دفعة إرتساما لا تقليديا بل بترتيب يشتمل على الحدود الوسطى فإن التقليديات في الأمور التي إنما تعرف بأسبابها ليست بيقينية عقلية - وهذا ضرب من النبوة بل أعلى قوى النبوة والأولى أن تسمى هذه القوة قوة قدسية وهي أعلى مراتب القوى الانسانية. فصل في ترتيب القوى من حيث الرئاسة والخدمة فاعتبر الآن وانظر إلى هذه القوى كيف يرأس بعضها بعضا وكيف يخدم بعضها بعضا فإنك تجد العقل المستفاد بل العقل القدسي رئيسا يخدمه الكل وهو الغاية القصوى ثم العقل بالفعل يخدمه العقل بالملكة والعقل الهيولاني بما فيه من الاستعداد يخدم العقل بالملكة ثم العقل العملي يخدم جميع هذه لأن العلاقة البدنية كما سيتضح لأجل تكميل العقل النظري وتزكيته والعقل العملي هو مدير تلك العلاقة ثم العقل العملي يخدمه الوهم والوهم يخدمه قوتان قوة قبله وقوة بعده فالقوة التي بعده هي القوة التي تحفظ ما أداه والقوة التي قبله هي حميع القوى الحيوانية ثم المتخيلة تخدمها قوتان مختلفتا المأخذ فالقوة النزوعية تخدمها بالأئتمار لأنها تبعثها على التحريك والقوة الخيالية تخدمها بقبول التركيب والتفصيل في صورها ثم أن هذين رئيسان لطائفتين - أما القوة الخيالية فيخدمها فنطاسيا وفنطاسيا تخدمها الحواس الخمس - وأما القوة النزوعية فيخدمها الشهوة والغضب والشهوة والغضب تخدمهما القوة المحركة المنبثة في العضل وإلى ههنا تنتهي القوى الحيوانية - ثم القوى الحيوانية بالجملة النباتية وأولها وأرأسها المولدة ثم الثانية تخدم المولدة ثم الغاذية تخدمهما جميعا ثم تخدمهما جميعا - ثم القوى الطبيعية الأربع تخدم هذه فالهاضمة تخدمها من جهة والماسكة من جهة والجاذبة من جهة والدافعة من جهة وتخدم جميعها الكيفيات الأربع لكن الحرارة تخدمها البرودة ويخدم كليهما اليبوسة والرطوبة وههنا آخر درجات القوى.

पृष्ठ 139