ويقول فكري: وهل أنت راض عن ذلك؟ - إذا كان ناجحا في معاونة أبيه فلماذا لا أرضى.
قالت وهيبة: قل لنا أنت. - ماذا أقول؟ - الحقيقة. - الحقيقة أنه لا يعمل شيئا.
قالت وهيبة: اسمع يا فكري، العلم لا يفيد في مجرد حمل اللقب، ولكنه يفيد في كل نواحي الحياة، والذي يعرضه عليك أبوك اليوم يقطع قلبي ويجعلني حزينة كل الحزن، ولكن أنا تناقشت طويلا مع أبيك وحجته قوية وأنا حجتي ضعيفة، أنت لا تريد أن تتعلم من الكتاب وهو المصدر الحقيقي للثقافة، فلم يبق إلا أن تتعلم من العمل، وأنا وأبوك نعلم أنك لا تريد أن تكمل الدراسة، وأنك تناقشنا لمجرد المناقشة، وأنت الآن في سن تسمح لك باختيار مستقبلك، فإذا كنت تنوي أن تعمل مع أبيك بحيث تتيح له الفرصة أن يعلمك التجارة والتجارة الشريفة، فأنا عن أبيك أقول: أهلا وسهلا.
وقاطعها فؤاد قائلا: ألف أهلا وسهلا.
وأكملت وهيبة: وإن كنت لا تريد أن تصبح تاجرا مع أبيك فقل لنا ماذا تريد، وربنا يساعدنا أن نحقق لك ما تريد.
وصمت فكري صمتا تاما، أنا فعلا لا أعرف ماذا أريد، أعود للمذاكرة مصيبة، إذا عملت مع أبي سيحاسبني على الذهاب إلى المحل وعدم الذهاب، أنا ماذا أريد؟ ماذا أريد ؟ - الحقيقة يا نينا أنا أعرف ما أريد.
وسارع فؤاد قائلا: الحمد لله قل لنا ماذا تريد. - أنا أريد أن أتعلم التجارة. - ألم نقل هذا أول الأمر؟
قالت وهيبة: انتظر يا فؤاد، إنه لم يكمل.
وأكمل فكري: أنا فعلا لم أكمل، لا أريد أن أجلس في محل، أنا أريد أن أنزل السوق أشتغل في عمليات تجارية حرة، ولك أن تحاسبني كل عام.
وصاح فؤاد ملهوفا: الله أكبر، تنزل السوق هكذا وأنت لا تعرف فيه شيئا؟ - ابن تجار وعندي الموهبة وعندي المخ. - وماذا أيضا؟ - ألا يكفي هذا؟ - والتجربة؟! - تأتي في السوق. - أتعرف كم يمكن أن تكلفك، أقصد أن تكلفني هذه الكلمة، ربما كلفتني ثروتي كلها وفوقها مثلها عشر مرات. - ألا تريدني أن أتعلم؟ - عندي في المحل، في الجامعة التي تخرج فيها أجداد أجدادك حتى تخرجت فيها أنا. - ولكن الدنيا تتطور.
अज्ञात पृष्ठ