============================================================
معا، حيث كان لبعض أفرادها إلمام بالتصوير والتركيبات الكيماوية، ومشاركة فى علوم الفلك والفلسفة والكهنوت، فقد كان "الصفى أبو الفضائل" - والد المؤلف - كاتما لأسرار مجمع كنسى عقد فى بطريركية "كيرلس - ابن لقلق - البطريرك الخامس والسبعين - سنة 1239م - وعرفت له عدة مؤلفات كنسية، لعل آميزها "المجمرع الصفوى"، أو جامع اختصار القوانين (الكنسية)، كما كان جد أبيه "أبو إسحق، ابراهيم" مصاحبا للأيوبيين بالشام، أما لامفضل" فليست لدى حتى الآن معلومات موثقة عنه، وكل ما يمكن آن يستفاد من جرد مؤلفه هذا أنه كان حيا فى الحادى والعشرين من شوال سنة تسع وخمسين وسبعمائة، وآنه - كما وقع فى وهلى كان من مسالمة النصارى كما يفهم من عباراته، ابتداء بغلاف الكتاب وانتهاء بآخره، حيث ورد فى صفحة الغلاف قوله: لاجمعه لنفسه العبد الحقير بذنوبه، الراجى عفو ربه مفضل بن أبى الفضيائل، عفا الله - تعالى- عنهما بمنه وكرمه"، وختمه بقوله: 0.
وحسبنا الله ونعم الوكيل"، كما استهل مقدمته للكتاب بالبسملة والحمدلة- على غير إلف مؤرخى النصارى - وتردد فى ثنايا الكتاب الكثير من التعبيرات الإسلامية سواء المثبتة عن مصادره، وكان بالامكان حذفها اختصارا، أو المثبتة من قبله كقوله: "المتشرف بالإسلام"، وقوله: ... وإنما الأمر لله والملك بيد الله"، وقوله: 8... فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم"، وقوله: "... فلله الحمد والمنةه، وقوله: "وفيها، توفى الامام الحاكم، تغمده الله - تعالى برحمته"، وقوله : ل.. وصار جميعه للمسلمين، والحمد لله رب العالمين "، وغيرها. بل ربما فضح تصرفات بعض النصارى، وخيانتهم لأهل ملتهم، ومته قوله فى خديعة أهل صفد: 1... لم يحلف [السلطان] لأهل صفد، وإنما أجلس مكانه كرمون أغا التترى، وأوقف الأمراء فى خدمته، فحلف لهم كرمون، وعمل عليهم الوزير الذي لهم، وكان نصرانيا، فنزلوا على يمين كرمون".
كما أنه كان أكثر اعتدالا وإنصافا من بعض المصادر الإسلامية فى سرده لعلاقات السلطة بأهل الذمة فى الفترة المؤرخة فى كتابه، ومن ذلك قوله: "... وجبى فيها من النصارى واليهود شي لطيف"، فى مقابلة قوله بشأن غيرهم من مسلمى أهل دمشق:
पृष्ठ 8