المطلب السادس في وجوب الرضا بقضاء الله تعالى اتفقت الإمامية والمعتزلة وغيرهم من الأشاعرة وجميع طوائف الإسلام على وجوب الرضا بقضاء الله تعالى وقدره. نهج الحق ص : 97ثم إن الأشاعرة قالوا قولا لزمهم منه خرق الإجماع والنصوص الدالة على وجوب الرضا بالقضاء هو إن الله تعالى يفعل القبائح بأسرها ولا مؤثرفي الوجود غير الله تعالى من الطاعات والقبائح فتكون القبائح من قضاء الله تعالى على العبد وقدره والرضا بالقبح حرام بالإجماع فيجب أن لا يرضى بالقبح ولو كان من قضاء الله تعالى لزم إبطال إحدى المقدمتين وهي إما عدم وجوب الرضا بقضائه تعالى وقدره أو وجوب الرضا بالقبح وكلاهما خلاف الإجماع. نهج الحق ص : 98أما قول الإمامية من أن الله تعالى منزه من فعل القبائح والفواحش وأنه لا يفعل إلا ما هو حكمة وعدل وصواب ولا شك في وجوب الرضا بهذه الأشياء فلا جرم كان الرضا بقضائه وقدره على قواعد الإمامية والمعتزلة واجب ولم يلزم منه خرق الإجماع في ترك الرضا بقضاء الله تعالى ولا في الرضا بالقبائح
पृष्ठ 51