نهج الحق ص : 57العقلاء كافة على ذلك خلافا للكرامية حيث قالوا إنه تعالى في جهة فوق ولم يعلموا أن الضرورة قضت بأن كل ما هو في جهة فإما أن يكون لابثا فيها أو متحركا عنها فهو إذن لا ينفك عن الحوادث وكل ما لا ينفك عن الحوادث فهو حادث على ما تقدم المبحث الخامس في أنه تعالى لا يتحد بغيره الضرورة قاضية ببطلان الاتحاد فإنه لا يعقل صيرورة الشيئين شيئا واحدا. وخالف في ذلك جماعة من الصوفية من الجمهور فحكموا بأنه تعالى يتحد مع أبدان العارفين حتى أن بعضهم قال إنه تعالى نفس الوجود وكل موجود هو الله تعالى. وهذا عين الكفر والإلحاد. والحمد لله الذي فضلنا باتباع أهل البيت دون أهل الأهواء الباطلة
المبحث السادس أنه تعالى لا يحل في غيره
من المعلوم القطعي أن الحال مفتقر إلى المحل والضرورة قضت بأن كل مفتقر إلى الغير ممكن فلو كان الله تعالى حالا في غيره لزم إمكانه فلا يكون واجبا هذا خلف. وخالفت الصوفية من الجمهور في ذلك وجوزوا عليه الحلول في أبدان العارفين تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. فانظروا إلى هؤلاء المشايخ الذين يتبركون بمشاهدهم كيف اعتقادهم في ربهم وتجويزهم تارة الحلول وأخرى الاتحاد وعبادتهم الرقص والتصفيق والغناء وقد عاب الله تعالى على الجاهلية الكفار في ذلك فقال عز من قائل وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية وأي غافل أبلغ من تغفل من يتبرك بمن يتعبد الله بما عاب به الكفار فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. ولقد شاهدت جماعة من الصوفية في حضرة مولانا الحسين ع وقد صلوا المغرب سوى شخص واحد منهم كان جالسا لم يصل ثم صلوا بعد ساعة العشاء سوى ذلك الشخص فسألت بعضهم عن ترك صلاة ذلك الشخص فقال وما حاجة هذا إلى الصلاة وقد وصل أيجوز أن يجعل بينه وبين الله تعالى حاجبا فقلت لا فقال الصلاة نهج الحق ص : 59حاجب بين العبد والرب. فانظر أيها العاقل إلى هؤلاء وقائدهم في الله تعالى كما تقدم وعبادتهم ما سبق واعتذارهم في ترك الصلاة ما مر ومع ذلك فإنهم عندهم الأبدال فهؤلاء أجهل الجهال
المبحث السابع في أنه تعالى متكلم وفيه مطالب
पृष्ठ 21