فأخبرته بما في هذه الطبعة من تحريفات وأخطاء كثيرة !
فطلب مني تصحيح الكتاب وضبط نصه ورفع ما وقع فيه من تحريف ، من دون إطالة أوتعليق .
فانتهزت الفرصة لكي أقدم عملي هذا بصورة بدائية ، وذلك بمقابلته على أقدم نسختين وضبط نصه من دون الاشارة إلى الاختلافات .
وكلي أمل من العلماء وأصحاب النظر في أن يمدوني بنظراتهم العلمية ، لتطوير العمل ، ورفع جميع الاشكالات عنه ، وإخراجه بصورة يكون مفخرة لمذهبنا وتراثنا الغني الخالد .
صبحي الصالح وعمله في نهج البلاغة
لم يبتكر صبحي الصالح في تحقيقه لنهج البلاغة شيئا يذكر ويقدر ، سوى ما صنعه من فهارس فنية للكتاب لم يسبقه بها أحد ، وفي الفهرس الأول منها الذي خصصه للألفاظ المشروحة ، يندهش القارئ عند مطابقتها مع ما شرحه محمد عبده ، فيرى أكثرها أن لم نقل كلها منقولة نصا من شرح محمد عبده ، نعم محمد عبده شرح كل عدة كلمات في هامش واحد وصبحي الصالح أفرد لكل كلمة هامشا على حدة !! ونوه صبحي الصالح في مقدمته إلى هذا المطلب ، واعتذر عن هذا بأن محمد عبده عول في شرحه على شرح ابن أبي الحديد وأخذه منه حرفيا ، وهو أيضا عول على شرح ابن أبي الحديد وأخذه منه حرفيا!!.
وأما تقويم نص الكتاب فتشاهد صبحي الصالح في مقدمته ينقد محمد عبده بعدم اعتماده على مخطوطات نهج البلاغة في التصحيح ، وأنه اكتفى بنسخة واحدة ، ولم يجشم نفسه عناء البحث عن النسخ المختلفة ومقابلة بعضها ببعض ضبطا للنص وتصحيحا للأصل واختيارا للأدق الأكمل وانسجاما مع أمانة العلم ومنهجية التحقيق .
وبعد كلام صبحي الصالح هذا نوجه له سؤالا ونستفهم منه عن النسخ التي اعتمدها وجشم نفسه عناء البحث عنها و....؟!!
فلم يذكر لنا وصف نسخة اعتمدها في تحقيقه ، واعتمد في ضبط النص على ما ضبطه محمد عبده ، حتى أنه تابعه في الأقواس والتنصيص وتقطيع النص ، وفي بعض الموارد التي خالف فيها محمد عبده ، كان الحق مع محمد عبده ، نعم يحتمل أن يكون قد قابل الكتاب مع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد الذي حققه محمد أبوالفضل إبراهيم .
ولو كان صبحي الصالح اعتمد في تحقيقه على مخطوطات لنهج البلاغة ، لما وقع في اشتباهات كثيرة ستأتي الإشارة إليها .
--- ( 8 )
पृष्ठ 7