الحر والبرد، والبلة والجمود، والمساءة والسرور، واستأدى الله سبحانه الملائكة وديعته(1) لديهم، وعهد وصيته إليهم، في الاذعان بالسجود له، والخنوع لتكرمته، فقال عزمن قائل: (اسجدوا لادم فسجدوا إلا إبليس )وقبيله، اعترتهم الحمية، وغلبت عليهم الشقوة، وتعززوا بخلقة النار، واستوهنوا خلق الصلصال، فأعطاه الله تعالى النظرة استحقاقا للسخطة، واستتماما للبلية، وإنجازا للعدة، فقال: (إنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم).
ثم أسكن سبحانه آدم دارا أرغد فيهاعيشه، وآمن فيها محلته، وحذره إبليس وعداوته، فاغتره(2) عدوه نفاسة عليه بدار المقام، ومرافقة الابرار، فباع اليقين بشكه، والعزيمة بوهنه، واستبدل بالجذل(3) وجلا(4)، وبالاغترار ندما.
ثم بسط الله سبحانه له في توبته، ولقاه كلمة رحمته، ووعده المرد إلى جنته، فأهبطه إلى دار البلية، وتناسل الذرية.
पृष्ठ 33