ويقطر مهجا(1)، وهو مع تلك الحال زاهد الزهاد، وبدل الابدال(2).
وهذه من فضائله العجيبة، وخصائصه اللطيفة، التي جمع بها بين الاضداد، وألف بين الاشتات(3)، وكثيرا ما أذاكر الاخوان بها، وأستخرج عجبهم منها، وهي موضع للعبرة بها، والفكرة فيها.
وربما جاء في أثناء هذا الاختيار اللفظ المردد، والمعنى المكرر، والعذر في ذلك أن روايات كلامه(عليه السلام)تختلف اختلافا شديدا: فربما اتفق الكلام المختار في رواية فنقل على وجهه، ثم وجد بعد ذلك في رواية أخرى موضوعا غير موضعه الاول: إما بزيادة مختارة، أولفظ أحسن عبارة، فتقتضي الحال أن يعاد، استظهارا للاختيار، وغيرة على عقائل الكلام(4).
وربما بعد العهد أيضا بما اختير أولا فأعيد بعضه سهوا أونسيانا، لا قصدا واعتمادا.
ولا أدعي مع ذلك أني أحيط بأقطار جميع كلامه(5)(عليه السلام) حتى لا يشذ عني منه شاذ، ( 24 )
पृष्ठ 23