397

والغابرين لحاجتهم إليها غدا إذا أعاد الله ما أبدى. وأخذ ما أعطى. وسأل عما أسدى (1). فما أقل من قبلها وحملها حق حملها ، أولئك الأقلون عددا. وهم أهل صفة الله سبحانه إذ يقول : « وقليل من عبادي الشكور ». فأهطعوا بأسماعكم إليها (2)، وكظوا بجدكم عليها ، واعتاضوها من كل سلف خلفا ، ومن كل مخالف موافقا ، أيقظوا بها نومكم ، واقطعوا بها يومكم ، وأشعروا بها قلوبكم ، وارحضوا بها ذنوبكم (3). وداووا بها الأسقام ، وبادروا بها الحمام ، واعتبروا بمن أضاعها ، ولا يعتبرن بكم من أطاعها (4) . ألا وصونوها وتصونوا بها (5). وكونوا عن الدنيا نزاها ، وإلى الآخرة ولاها ، ولا تضعوا من رفعته التقوى ، ولا ترفعوا من رفعته الدنيا ، ولا تشيموا بارقها (6) ولا تستمعوا ناطقها ، ولا [تجيبوا] ناعقها ، ولا تستضيئوا بإشراقها ، ولا تفتنوا

पृष्ठ 158