394

صراطها. وكأنها قد أشرفت بزلازلها ، وأناخت بكلاكلها (1) وانصرمت الدنيا بأهلها ، وأخرجتهم من حضنها ، فكانت كيوم مضى ، أو شهر انقضى ، وصار جديدها رثا (2) وسمينها غثا ، فى موقف ضنك المقام ، وأمور مشتبهة عظام ، ونار شديد كلبها (3)، عال لجبها ، ساطع لهبها ، متغيظ زفيرها ، متأجج سعيرها ، بعيد خمودها ، ذاك وقودها ، مخيف وعيدها ، غم قرارها (4)، مظلمة أقطارها ، حامية قدورها ، فظيعة أمورها « وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا » قد أمن العذاب ، وانقطع العتاب ، وزحزحوا عن النار ، واطمأنت بهم الدار ، ورضوا المثوى والقرار ، الذين كانت أعمالهم فى الدنيا زاكية ، وأعينهم باكية ، وكان ليلهم فى دنياهم نهارا تخشعا واستغفارا ، وكان نهارهم ليلا توحشا وانقطاعا (5) فجعل الله لهم الجنة مآبا ، والجزاء ثوابا ، وكانوا

पृष्ठ 155