الديان ، ولو فى الصفا اليابس ، والحجر الجامس (1)، ولو فكرت فى مجارى أكلها ، فى علوها وسفلها ، وما فى الجوف من شراسيف بطنها (2) وما فى الرأس من عينها وأذنها ، لقضيت من خلقها عجبا ، ولقيت من وصفها تعبا ، فتعالى الذى أقامها على قوائمها ، وبناها على دعائمها! لم يشركه فى فطرتها فاطر ، ولم يعنه فى خلقها قادر. ولو ضربت فى مذاهب فكرك لتبلغ غاياته ما دلتك الدلالة إلا على أن فاطر النملة هو فاطر النخلة ، لدقيق تفصيل كل شىء (3) وغامض اختلاف كل حى!! وما الجليل واللطيف ، والثقيل والخفيف ، والقوى والضعيف ، فى خلقه إلا سواء!! وكذلك السماء والهواء ، والرياح والماء.
فانظر إلى الشمس والقمر ، والنبات والشجر ، والماء والحجر ، واختلاف هذا الليل والنهار ، وتفجر هذه البحار ، وكثرة هذه الجبال ، وطول هذه
पृष्ठ 140