حكاية: قيل إن رجلًا من أهل الشام عزم على لقاء المأمون فاستشار بعض أصحابه على أيّ وجه أصلح أن ألقى أمير المؤمنين قال على الفصاحة قال ليس عندي منها شيء وغني لألحن في كلامي كثيرًا. قال فعليك بالرفع فإنه أكثر ما يستعمل فدخل على المأمون وقال
السلام علك ورحمة الله وبركاته، فقال يا غلام اصفعه فصفعه، فقال بسم الله، فقال ويلك من دلك على الرفع؟ قال وكيف يا أمير المؤمنين لا أرفع من رفعه الله؟ فضحك وقضى حاجته.
حكاية: قيل اختصم رجلان إلى عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى وجعلا يلحنان، فقال الحاجب قوما فقد آذيتما أمير المؤمنين، فقال عمر أنت والله أشد أذىً لي منهما.
حكاية: قيل لما تشاغل عبد الملك بن مروان بقتال مصعب بن الزبير اجتمع وجوه الروم إلى ملكهم وقالوا قد أمكنتك الفرصة من العرب فقد تشاغل بعضهم ببعض ووقع بأسهم بينهم والرأي أن تغزوهم في بلادهم فإنك تذلهم وتنال حاجتك منهم فنهاهم عن ذلك فأبوا عليه إلا أن يفعل، فلما رأى ذلك دعل بكلبين فأحرش بينهما فاقتتلا قتالًا شديدًا شديدًا، ثم دعا بذئب فخلاه بينهما، فلما رأى الكلبان الذئب تركا ما كان بينهما وأقبلا على الذئب حتى قتلاه، فقال ملك الروم هكذا العرب يقتتلون بينهم، فإذا رأونا وهم مجتمعون تركوا ذلك وأقبلوا علينا فعرفوا صدق قوله ورجعوا عما كانوا عليه.
حكاية: قيل دخل قوم على المنصور من حاشيته وخدمه فرأى منهم رجلًا عليه سواد خلق، فقال له يا فلان ما لي أرى سوادك متقطعًا أما تقبض رزقك؟ قال بلى يا أمير المؤمنين ولكن أبي توفي وترك عليه دينًا كثيرًا فبعت تركته في قضاء دينه فصرفت أكثر رزقي إلى حرمته وولده من بعده، فقال أعد عليّ ما قلت فأعاده فقال ما أحسن ما فعلت اغد عليّ في غد فغدا عليه فوجد الربيع جالسًا على الكرسي، فقال قد سأل عنك أمير المؤمنين فادخل فدخل فوجده يصلي فقضى حاجته من الصلاة، وقال ألم آمرك أن تغدو، فقال يا أمير المؤمنين ما قصرت في الغدوّ عند نفسي. قال خذ ما تحت تلك المضربة وإذا السراج يزهر وسرير صغير في ناحية المجلس ينام عليه فرفعت المضربة فإذا دنانير تحتها فجعلت أحثوها في كمي، ثم دعوت له وخرجت ووزنت الدنانير فإذا هي ألف دينار وتسعة وتسعون دينارًا.
حكاية: قيل إن شمر بن أفر يقيس بن أبرهة خرج في خمسمائة ألف مقاتل إلى أرض الصين، فلما
1 / 40