ونصره هبت به الرياحُ ... وجدلته في الوغى رياحُ
وبالبوادي بايعوا أبا سعيد ... من حل بالملك الرشيد لها للسعيد
وعلجه لقتله قد آبتدرْ ... فقبح العلج الذي به غدر
وبالبوادي بويع الصنو الجسور ... من لم يكن تأميره دار بسورْ
وهو قتيل الروم في يوم القتال ... إذ كان في ملك سواه يحتال
وبويع الملك أَبو بكر المصيب ... في بأسه بموقف الحرب العصيب
أَوّل ملك من مرين بالبلادْ ... آختص منهم وتسامي في الجلاد
وأّوّل الأَملاكَ منهم ب البنود ... بويع والملك حواه بالجنودْ
ومنْ سما في الأَمر من أخذ الطبول ... وشحن السجن بأصناف العبول
وآتخذ البلدة فاسًا دارا ... وبأسه بسورها قد دارا
وناصبوه أهلها لملكهم ... بالحرب لما أَن سطا يملكهم
فعجل السيف إلى ضرب الرقاب ... لما بها آحتل وحط عن نقاب
وجدّل الأَعلام من أَهلها ... إذ حازها فسرا وما يليها
ومات في فاس حنف أَنفه ... وعمر قام بها بعنقه
ومات مخلوعا قتيلا مفردا ... وسيفه يعقوب قبل حرّدا
وتمت البيعة للعم الهصور ... واحتل ملكا وسط هائيك العصور
أنشا أس البيضة البيضاء ... وقد سما بالخلف الأَرقاء
من عزه التثليث قد ذل وهان ... والقتل والنصر به عليه هان
وخيله تسابقت يوم الرهان ... وهي التي قد قبضت فيه الرهان
معسكر للحرب في الأرض الجهاد ... مَاتَ وَوَطّدَ العُلا فوق مهاد
وبايعوا بساحةِ السعادة ... ذاك الذي حوّلهُ سعادة
وهو أبو يعقوب مُردي الجّور ... والصارم اللّيثِ البعيد الغور
وعندما مُلّكَ في الأعيان ... سار إلى حرب بني زَيّان
فَجَدّ في الحرب مع الغارات ... وراعهم في الحربِ بالكرّاتِ
ثمَ تِلمسان عليهم قَدْ ترَكَ ... ولم يكن عن حصرهم فيها آعتركْ
وعندما مات بختل الصقلبِ ... مِن بعدما أودى زنادِ الغلبِ
بويع للخافرِ عامرِ الهمام ... مَنْ في رعيل الخيلِ قد ظلّ أمامْ
بأَزغار جّدَل الأعرابا ... أربابٌ على حمل الدّوابا
ومات مَسمومًا بأمر مَن سَقَاهُ ... بطنجة أزلامَ مرينُ قد أتاهُ
وبويع الصّنو سُليمان الكريم ... مَن ليسَ عن عذلِ هذا الملك يديم
وماتَ بالسّمِ اغتيالًا بالرباط ... بقصر تازي عَندَ حلّ الإرتباط
وبايعوا عُثمانَ ذا السكينة ... مِن رُتبة الملكِ به مكينة
ربّ الخميس الوافرِ العرمرمِ ... مِن نار جذواه غَدَتْ في ضَرَمِ
أيامه تَهَنّأت مِن أجلهِ ... لولا كروبٌقد أتَتْ مِنْ نجلهِ
ذاكَ المكنى بأبي عليّ ... مَنْ فاق مجدًا بالعلا العَليّ
عليهِ قد قام بدار الأمْرة ... وأججتْ للحرب مِنْهُ الجَمْرَة
ثُمَ أتى الّله بحال الصلحِ ... فآحْتلّ ملكًا عند بان الطلح
إلى سجلماسه قد كانَ المسير ... عَنْ دار ملْكِ العزّ في الوقت العسير
وبويع الملك عليّ الأوحَد ... مَن عَدْلُهُ في مُلْكِهِ لا يجحدُ
وكان جَلْدًا صابرًا على التعب ... وحزْمُهُ من عزمه قِد انشَعبْ
1 / 4