مرعي نسبة إلى جده، كما عرف هو- في أثناء إقامته في الموصل- بالبغدادي، على أن هذه الألقاب لم تشتهر شهرته بالسويدي.
ويبدو أن شيئا من التحسن أصاب أحواله المادية، فقد استطاع أن يتزوج من امرأة صالحة، تدعى فاطمة، شجعته على المضي في طلب العلم. ومنّ الله عليه منها بأولاد نابهين، ولد أولهم عبد الرحمن سنة ١١٣٤ هـ/ ١٧٢١ م، وولد ثانيهم محمد سعيد سنة ١١٤١ هـ/ ١٧٢٨ م، وولد ثالثهم إبراهيم سنة ١١٤٦ هـ/ ١٧٣٣ م، وولد رابعهم أحمد في سنة ١١٥٣ هـ/ ١٧٤٠ م وبابنتين هما سارة، ولدت سنة ١١٥٠ هـ/ ١٧٣٧ م، وصفية، وقد ولدت سنة ١١٥٥ هـ/ ١٧٤٢ م.
وانتقل عبد الله من مسكنه القديم في محلة الدوريين، إلى دار أخرى- يظهر أنها كانت أحسن حالا من سابقتها- في محلة خضر إلياس من محال الكرخ القديمة من بغداد، وكانت الدار قريبة من دجلة، مطلّة عليه، ومشرفة على الفضاء الواسع الذي يحيط بالكرخ آنذاك، والذي كان محط القبائل العربية النازلة للاكتيال، وكان هذا الحي يمتاز- على نحو واضح- بصبغته العربية الخاصة، حيث كان موطنا للأسر العربية الكبيرة النازحة إلى المدينة من البادية، أو من أطرافها، مثل آل الشاوي زعماء قبيلة العبيد القحطانية وكانت دورهم مجاورة تقريبا لدار أسرته، والآلوسيين الحسينيين الذين كانوا قد نزحوا من بلدتهم آلوس على الفرات منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر، «١» والعشاريين القحطانيين القادمين من نواحي الفرات الأعلى قبل ذلك، «٢» وغير هؤلاء. وكانت إقامة تلك الأسر النازحة في حي واحد، وتعرضها إلى ظروف متشابهة، يساعد على خلق روح جماعية
1 / 14