नफ तिब
نفخ الطيب من غصن الأندلس الرطيب
अन्वेषक
إحسان عباس
प्रकाशक
دار صادر-بيروت
प्रकाशक स्थान
لبنان ص. ب ١٠
عقاب من حجر قديم عجيب المنظر.
وقال بعضهم (١): كان بالمريّة لنسج طرز الحرير ثمانمائة نول، وللحلل النفيسة والديباج الفاخر ألف نول، وللأسقلاطون كذلك، وللثياب الجرجانية كذلك، وللأصفهانية مثل ذلك، وللعنابي والمعاجر المدهشة والستور المكللة. ويصنع بها من صنوف آلات الحديد والنحاس والزجاج ما لا يوصف. وفاكهة المرية يقصر عنها الوصف حسنًا، وساحلها أفضل السواحل، وبها قصور الملوك القديمة الغربية العجيبة، وقد ألف فيها أبو جعفر ابن خاتمة تاريخًا حافلًا سمّاه " بمزية المرية "، على غيرها من البلاد الأندلسية " (٢) في مجلد ضخم تركته من جملة كتبي بالمغرب، والله سبحانه المسؤول في جمع الشمل، فله الأمر من بعد ومن قبل.
ووادي المرية طوله أربعون ميلًا في مثلها كلها بساتين بهجة، وجنات نضرة، وأنهار مطردة، وطيور مغردة.
قال بعضهم: ولم يكن في بلاد الأندلس أكثر مالًا من أهل المرية، ولا أعظم متاجر وذخائر، وكان بها من الحمامات والفنادق نحو الألف، وهي بين الجبلين بينهما خندق معمور، وعلى الجبل الواحد قصبتها المشهورة بالحصانة، وعلى الآخر ربضها، والسور محيط بالمدينة والربض، وغريبها ربض لها آخر يسمى ربض الحوض ذو فنادق وحمامات وخنادق وصناعات، وقد استدار بها من كل جهة حصون مرتفعة، وأحجار أولية، وكأنما غربلت أرضها من التراب، ولها مدن وضياع عامرة متصلة الأنهار، انتهى.
(١) انظر جانبًا من هذه المعلومات في الروض المعطار: ١٨٤ والمنتقى من فرحة الأنفس: ٢٨٣.
(٢) ذكره ابن الخطيب في الإحاطة ١: ٩١ وصاحب نيل الابتهاج: ٥١ والسخاوي، ويبدو من الكتب التي لا تزال مفقودة.
1 / 163