وأغدو ولو أن الصباح صوارم ... وأسري ولو أن الظلام جحافل
وإني جواد لم يحل لجامه ... ونصل يمان أغفلته الصياقل
فإن كان في لبس الفتى شرف له ... فما السيف إلا غمده والحمائل
ولي منطق لم يرض لي كنه منزلي ... على أنني بين السماكين نازل
لدى موطن يشتاقه كل سيد ... ويقصر عن إدراكه المتناول
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيًا ... تجاهلت حتى ظن أني جاهل
فواعجباكم يدعي الفضل ناقص ... وواأسفاكم كم يظهر النقص فاضل
وكيف تنام الطير في وكناتها ... وقد نصبت للفرقدين الحبائل
ينافس يومي في أمسي تشرفًا ... وتحسد أسحاري علي الأصائل
وطال اعترافي بالزمان وصرفه ... فلست أبالي من تغول الغوائل
فلو بان عنقي ما تأسف منكبي ... ولو مات زندي ما بكته الأنامل
إذا وصف الطائي بالبخل مادر ... وعير قسًا بالفهاهة باقل
وقال السهى للشمس أنت ضئيلة ... وقال الدجى للصبح لونك حائل
وطاولت الأرض السماء سفاهة ... وفاخرت الشهب الحصى والجنادل
فيا موت زر إن الحياة ذميمة ... ويا نفس جدي إن سبقك هازل
لجعفر بن شمس الخلافة
أنا الذهب الإبريز ما لي آفة ... سوى نقص تمييز المعاند في نقدي
ورب جهول عابني بمحاسني ... ويقبح ضوء الشمس في الأعين الرمد
1 / 76