الباب الثاني
في المديح
لأبي تمام في المعتضد بالله
إلى قطب الدنيا الذي لو بفضله ... مدحت بني الدنيا كفتهم فضائله
من البأس والمعرف والجود والتقى ... عيال عليه رقهن شمائله
هو البحر من أي النواحي أتيته ... فلحبه المعروف والجود ساحله
تعود بسط الكف حتى لو أنه ... ثناها لقبض لم تطعه أنامله
ولو لم يكن في كفه غير نفسه ... لجاد بها فليتق الله سائله
وله في المعتصم بالله
وأضحت عطاياه نوازع شردًا ... تسائل في الآفاق عن كل سائل
مواهب جدن الأرض حتى كأنما ... أخذن بأهداب السحاب الهواطل
وقد ظللت عقبان أعلامه ضحى ... بعقبان طير في الدماء نواهل
أقامت مع الرايات حتى كأنها ... من الجيش إلا أنها لم تقاتل
وله في المعتضد بالله
السيف أصدق أنباء من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف في ... متونهن جلاء الشك والريب
فتح تفتح أبواب السماء له ... وتبرز الأرض في أثوابها العشب
1 / 39