للنواة الأصلية في الخلية وهي مقر القيادة تشكيلات معقدة : غشاء النواة ، العصارة الداخلية ، والحزمات الرفيعة حولها التي تتولى كل منها مهمة خاصة.
5 العجيب أن في نواة الخلية وحدات صغيرة جدا وظريفة تسمى «الجينات» يصل عددها طبقا لدراسات العلماء إلى حدود 25 ألف جين.
ليست «الجينات» هي الكل في الكل في أعمال الخلايا وحسب ، بل إنها تمسك بكل نشاطات الجسم ، ومن أهمها التحكم بالأمور الوراثية ونقل الصفات والخصائص إلى الخلايا اللاحقة ، أي أن انتقال كل الصفات الوراثية عند البشر وسائر الحيوانات يتم عن طريق الجينات.
ولأن العمل الأساسي للجين يقع على عاتق الحامض الخاص في النواة ، لذا يمكن تسميته بالعقل الألكتروني أو كامبيوتر الجين.
والأعجب من هذا ، أن نفس هذه الجينات متكونة من أجزاء أخرى تصل طبقاتها من 30 إلى 50 ألف حسب ما يعتقد العلماء.
ومختصر الكلام أن هذه المدينة العظيمة بذلك السور العجيب وآلاف المنافذ والبوابات ، وآلاف المعامل والمخازن وشبكة الأنابيب ومركز القيادة بتأسيساته الكثيرة وارتباطاته المتعددة والنشاطات الحياتية المتنوعة في تلك الحدود الصغيرة ، من أعقد وأدهش مدن العالم ، إذ إننا لو أردنا أن نصنع مؤسسات تقوم بنفس الأعمال (ولا نستطيع ذلك أبدا)، وجب علينا اقتطاع عشرات الآلاف من الهكتارات من الأرض لوضعها تحت اختيار هذه المؤسسات والأبنية المختلفة والأجهزة المعقدة لتكون جاهزة لمثل هذا البرنامج ، لكن المدهش أن نظام الخلق قد ضغط كل هذا في مساحة تعادل 15 مليون مليمتر! (1).
أجل ، في خلقة الإنسان آلاف آلاف من الآيات والعلامات الإلهية : ( العظمة لله الواحد القهار ).
* * *
पृष्ठ 53