يجهر ببسم الله في صلوات المغرب والعشاء والصبح وصلوة الجمعة خاصة (1).
والملفت للنظر ما رواه البيهقي من أن معاوية صلى بأهل المدينة فتلا : بسم الله الرحمن الرحيم في أول سورة الحمد ، ولكن لم يقرأ بسم الله للسورة التي بعدها ولم يكبر حتى ذهب للركوع ، فعندما سلم للصلاة اعترض عليه جماعة من المهاجرين وقالوا : أسرقت من الصلاة أم نسيت؟ فكان معاوية بعد ذلك يقرأ بسم الله للسورة بعد الحمد أيضا (2).
ولكن مع ذلك فإن جماعة من علماء السنة لا زالوا يتركون البسملة في الصلاة وحتى في سورة الحمد أو يقرأونها اخفاتا! ، ومما يلفت النظر أن الفخر الرازي ذكر في تفسيره تسعة عشر دليلا على إثبات أن بسم الله الرحمن الرحيم جزء من سورة الحمد وأكثرها روايات عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله .
الآلوسي مفسر القرآن المعروف ناقش هذه الادلة في تفسيره (روح البيان)، ولكنه يصرح بأن البسملة آية مستقلة في القرآن وإن كانت ليست جزء من سورة الحمد (3)!
فهو يعترف بأن البسملة جزء من القرآن ، لكن لا نعلم لماذا يصر على أنها آية مستقلة وليست جزء من سورة الحمد؟
ومهما كان فلا يخفى أن البسملة موجودة في جميع المصاحف طوال التاريخ الإسلامي في بداية جميع السور إلاسورة البراءة ، ومن المسلم أن هذا بأمر من النبي صلى الله عليه وآله ولا يمكن أن نعقل أن النبي صلى الله عليه وآله أمر أن يكتب في القرآن شيء ليس منه ، وعلى هذا فلا حجة لنا إذا فصلنا البسملة من السور لأن هذا نوع من أنواع التحريف للقرآن الكريم.
ولهذا يقول الإمام الباقر عليه السلام في مثل هؤلاء : «سرقوا أكرم آية في كتاب الله : بسم الله الرحمن الرحيم» (4).
पृष्ठ 30