214

أشرنا إلى بعضها سابقا ، وإن سعة هذه الأوهام تتوقف على مدى وطول آمال الشخص وتخيلاته.

** سؤال :

ثمة سؤال يطرح نفسه هنا ، وهو : هل من طريق لتمييز المكاشفات «الرحمانية» من «الشيطانية» و «الحقيقية» من «الوهمية» أم لا؟

** الجواب :

نعم توجد ثلاث علامات يمكن من خلالها التمييز الإجمالي للمكاشفات الشيطانية من الرحمانية ، وهي : إن الرحمانية اضافة إلى كونها يقينية وقطعية تقترن بمستوى عال من الإيمان واليقين والمعرفة والاخلاص والتوحيد والعمل الصالح ، بينما تفتقد المكاشفات الشيطانية هذه المواصفات ، وعلى هذا الأساس فلا اعتبار لقول من يدعي المكاشفات الرحمانية وهو يفتقد هذه المواصفات.

ولقد قرأنا في رواية مضت أن الرسول صلى الله عليه وآله قال : «العلم نور يقذفه الله في قلب من يحب ، فينفتح له ، ويشاهد الغيب ، وينشرح صدره فيتحمل البلاء ، قيل : يا رسول الله وهل لذلك من علامة؟ قال : التجافي عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزوله» (1).

ثم إن المكاشفات الحقيقية تتفق دائما مع الكتاب والسنة ، وفي نفس الاتجاه الذي يتجه إليه كلام الله والمعصومين عليهم السلام ، ولا تميل قيد أنمله عن جادة الاطاعة الربانية ، وغير ملوثة بأدنى إثم أو ذنب.

पृष्ठ 224