260

नफहात कानबर

نفحات1

शैलियों

إن كنت في روض العلا تسيم

وذروة العز الرفيع العالي

وبالجملة فبعض تلكم التخريجات دخلت البيوت لظهورها.

وحق أن يقال في البعض ولا تأتو البيوت من ظهورها، وما أعجب الطباق بين تلك المعاني وتقريب البعيد من تلك المباني، غير أن المشهود من الوجه الجميل غير خال من كلف التكلف في القليل، فكأنه سهل تعسر الولوج في تلك المضائق، ما تيسر في غيره من المعنى المطابق.

فقلت لقد أعطى هذا الشريف مفتاح البيان في التعريف، فكأنما صيغة تلك الألفاظ صارت لذلك المعنى مستحقة، فكانت له وطبقه، على زعم قائلها، وإبان بعض معاقلها فتراه يعجب لبيوته العامرة بسكانها، وقد أوحش معهد جيرانها، فترى البيت قد سكنه غير عامر، والروض قد راد به غير ناظر، هذا وكلما أنحل عقد الوسط من خيط ملتقى الطرفين فما أنحل منه أنعقد لضرورة العقدين. فإن تكن بعض تلك العبارات قد أصابت المجز فلقد تباعد غيرها عن ذلك المرام وعز، ولئن أمكن في سهول المجاز، فلقد يعجز في وعورة الجواز على ان اللغز لا يجوز أن تكون أبوابه مغلقة، بحيث تصير مقصورات معانيه كالمعلقة، بل يجب أن لا يخلو عن مفك لحل المبهم، ومحك لسير الدرهم، فإن قلت سبحان الله وهل مثل هذا الإنغلاق والإبهام الذي بلغ الغاية من المراجعة بالكلام، وإنا لله هل يضل الخريت إلا في تلك المسالك، وهل ينسب الإبهام كله إلاإلى ذلك، ولا حول ولا قوة، هل بقي لجنس الإنسان خط في حله بالقوة.

पृष्ठ 304