وتعلق به مرض فلما وصل إلى قعطبة (1) توفاه الله تعالى في شهر ربيع الأخر سنة إحدى وعشرين ومائة وألف، وقبر هنالك وعليه ضريح وهو مشهور مزور وقد ترجم له صاحب "النسمة" [191-أ] وصاحب "طوق الصادح" وغيرهما: ذكر في النسمة أنه قال القاضي العلامة أحمد بن ناصر بن محمد[بن عبد الحق] أنشدني الفقيه الأديب بدر الدين محمد بن المقري الشافعي يوم الخميس (25)من المحرم سنة [ستة] "عشرة" (2) ومائة وألف / وقد جزنا بحائط الليم في وادي لحج (3) وفيها دوحات تترنم فيها البلابل فتثير البلابل للمولى إسحاق بن المهدي وذكر أنه قال لها ارتجالا وهما: (4)
سقى الله هذا الروض قد حجاز كلما
نخيل وأنهار وزهر وبلبل ... يروق ويحلو للنفوس ويطرب (5)
كلوا وأشربوا واستنشقوا الزهر فاطربوا وأطربوا
قال صاحب النسمة: وقد أجاد وأحسن؛ وأخذ بأهداب ثوب الأدب القشيب فلفه ونشره ورتب فضله ودل عليه وبرهن(6)، انتهى.
قلت ورأيت هذا المقطوع في ديوان ولده محمد ولكن الفرع من تلك الشجرة فهو ومآله لأبيه.
ورأيت بخط شيخنا العلامة شيخ الإسلام وجيه الدين عبد القادر بن أحمد رحمه الله ما لفظه: سمعت أن القاضي أحمد بن محمد بن الحسن الحيمي صاحب (طيب السمر) أورد في (اللف والنشر) هذين البيتين ثم اعترض بأن تكرير الزهر في البيت الأول [58ب-ب] والثاني معيب، ولو قال:واستنشقوا الطيب لكان أعطر رائحة وقد وهم القاضي في الثلاثة المواضع.
पृष्ठ 284